أذاعت قناة المحور ليلة أمس الأحد، حوارًا للرئيس مرسى معالدكتور عمرو الليثى. وقد استوفنى كما استوقف الكثيرين عدة نقاط فى هذا الحوار:
1- دعوة الرئيس لجميع القوى المعارضة للحوار حول ضماناتالانتخابات القادمة، وهذه الدعوة بالتأكيد مشكورة لأنها تبغى الوفاق، لكن مشكلتها الرئيسةأنها دعوة تفتقد لخصائص أى حوار جاد، فهى حددت بداية موضوع الحوار أو فرضت أجندته،فلم تجعله حوارًا مفتوحًا حتى لا يقوم الحاضرون بفتح مواضيع مثل الدستور أو مجلسالشورى أو القضاء أو غيرها، كما أنها ليست دعوة لحوار حول الانتخابات حتى لا يقومالحاضرون بمناقشة قانون الانتخابات، سواء الدوائر أو النظام الانتخابى أو غيرها،بل إنها فى جزء متصل بضمانات النزاهة والشفافية فقط، رغم أن تلك الضمانات معروفة،يكفى فقط أن ينفذ الإخوان ما أعلنوه إبان عهد مبارك من ضمانات لتلك النزاهة كمنعالرشاوى الانتخابية المنظمة وتقرير جاد لسقف الإنفاق على الدعاية، وفتح المجالبشكل أكبر للرقابة المحلية والدولية على الانتخابات، ويزيدون على كل ما سبق مطلبالمعارضة بوقف الدعاية الدينية، خاصة استخدام دور العبادة فى ذلك.
2- حديث الرئيس عن رفع حد الإعفاء الضريبى من 9 آلاف إلى12 ألف جنيه، وهذا الأمر الذى يتصور أنه إنجاز لا يعدوا أن يكون قطرة لرفع العبءعن كاهل الطبقة الوسطى، بمعنى أنه إجراء لن يرفع من شأن الطبقة الدنيا التى لا يصلدخلها لهذا الرقم، كما أن الرقم السابق فى حد ذاته هزيل، إذ إن حد الإعفاء 9 آلافجنيه سبق تقريره منذ عام 2005 إبان وجود يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق،والآن ونتيجة التضخم الهائل كان يجب أن يرتفع حد الإعفاء –وفقا لقاعدة النسبية-إلى 20 ألف جنيه.
3- تقرير تطوير 68 منطقة عشوائية بحد 600 مليون جنيه،وهو أمر محمود إذا صح كبيان، بمعنى ألا يكون كبيانات الـ 100 يوم فى عمر الرئاسة، والتىخصت قضايا خمس (المرور-القمامة-الطاقة- الأمن- الخبز). لكنه رغم ذلك ما زالهزيلاً، لأن مصر بها مئات العشوائيات الممتدة فى ربوعها، يسكن كل واحدة منها عشراتالآلاف من المواطنين الذين يعانون أوضاعا اجتماعية رثة، ما يجعل هذا المبلغ زهيدا،وقد كان من الواجب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العشوائيات أيضًا، حتى لا نطور العشوائياتالقائمة، وهو أمر جيد من الرئيس، ونترك غيرها تنشأ.
4- التأكيد على حرفية الجيش، وهو أمر أيضا يبدو محمودامن حيث الشكل، لكنه يبعث برسالة واضحة للجيش حتى لا يتدخل فى العمل السياسى أو تزيغعينه مرة أخرى نتيجة الاستجابة لبعض مطالب القوى السياسية بالعودة مرة أخرى. وهنايجب أن نفرق بين وجود الجيش لحماية الأمن ووجوده لممارسة العمل السياسى. المؤكد أنالإخوان لم يفرقوا بين الأمرين، وأنهم لديهم فوبيا من وجود الجيش فى الشارع بغضالنظر عن الوظيفة التى سيقوم بها. رغم أن التواجد لحماية الأمن مطلوب فى حالةالخلل الأمنى على عكس التواجد لممارسة العمل السياسى المؤجل (لا قدر الله) للفوضىالشاملة. غاية القول إنه لا يجب النظر إلى أى دور داخلى للجيش دائمًا على أنه شر،لاسيما وأن الجيش من الممكن استغلاله فى عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
هذه هى بعض الملاحظات على حوار الرئيس.. وعلى الله قصدالسبيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة