سعيد الشحات

لعبة التجاوز فى الانتخابات

الإثنين، 25 فبراير 2013 08:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلعب جماعة الإخوان وحزبها «الحرية والعدالة» لعبة تجاوز المطالب التى يطرحها الآخرون وترفضها، تعتمد على إجبار الآخرين على الدخول فى السباق الذى تحدده هى، تنسى حكايات الأساس المعمارى السليم لضمان تشييد بناء قوى، تعتمد على أسطوانة الاستقرار، وتنسى أنها نفس الأسطوانة التى أدت إلى سقوط مبارك.

«الجماعة» تجر الآخرين إلى سباق الانتخابات، كان مبارك يفعل نفس الشىء وتنفذ جماعته سيناريو التزوير. فى انتخابات 2010 وقف أحمد عز وصفوت الشريف يتحدثان عن النزاهة التى شهدتها الانتخابات كما لم تشهدها مصر من قبل، لكنها كانت المسمار الأقوى فى نعش النظام، انسحب حمدين صباحى فى الثانية ظهرا يوم الانتخابات بعد أن شهدت دائرته أوسع أعمال بلطجة وتدخلا أمنيا سافرا تجسد فى تسويد البطاقات لمنافسه وتعبئة الصناديق بها، فى جولة الإعادة قرر حزب الوفد والإخوان الانسحاب، بقى حزب التجمع لكنه لم يحصد شيئا، وأعطى عز والشريف عددا من المقاعد لأحزاب تحت بير السلم، لم يبلع أحد هذه اللعبة الرخيصة رغم آلة النظام التى تحدثت عن أن الدكتور زكريا عزمى سيكون وحده كتيبة معارضة للحكومة.

أكدت انتخابات «مبارك» على أزمة النظام، أنه لا يعى شيئا مما حوله، أكدت وهم استناده على كوادر تتلاحم مع الجماهير، صم النظام آذانه عن أى تقارير تحذره، قرر أن العالم الذى يمضى فى طريق الديمقراطية والتقدم لا يعنيه فى شىء، فواصل لعبته التى أضاعته، لم يصدق أركانه أنه من الممكن أن تحدث ثورة، ولم تصدق قوى فى المعارضة، ففاوضته سرا من أجل الحصول على عدد من المقاعد تضمن لها الوجود تحت الأضواء، كان نظام مبارك يلعب لعبة تجاوز المطالب التى يطرحها آخرون، أذكر أن صفوت الشريف قال لقادة معارضة قابلوه ليرفعوا له مطالبهم بتوفير ضمانات لنزاهة الانتخابات: «الحزب الوطنى له أيضا مطالب لدى المعارضة بتوفير نفس الضمانات»، كان كلامه «ثعلبيا» يعتمد على أن الآلة ستدور، ولن تجد المعارضة مفرا من الدوران معها، هى لعبة إطالة العمر للنظام، لكنه سقط.

جماعة الإخوان تلعب نفس اللعبة الآن، التشريع فى يدها كما كان التشريع فى يد الحزب الوطنى، الوزراء والمحافظون منها موجودون، تقسم الدوائر بالطريقة التى تراها، لا تحترم رأى المحكمة الدستورية فيما ذهبت إليه فى قانون الانتخابات، تلتف على المحكمة بعد أن شوهت دورها فتحيل القانون إلى مرسى، دون أن تعيده مرة أخرى إليها حتى تقر صحته، ترفض الحديث عن حكومة جديدة تدير الانتخابات على الأقل، هى ترى أن ذلك سيكون انتحارا لأنه استجابة لجبهة الإنقاذ، وتنسى أن الثقة التى تتحدث عنها فى الفوز بالانتخابات ستبطل حجج الآخرين لو غيرت الحكومة.

هى تفرض الواقع وتراهن على أن الآخرين سيلتحقون بـ«اللعبة»، التحدى الكبير الآن أمام المعارضة، إما أنها تسير على درب المعارضة الحزبية المحسوبة أيام مبارك، وإما أنها تحفر لها علامة جديدة فى النهج، علامتها الجديدة الآن هى مقاطعتها للانتخابات، ليس صحيحا أن المقاطعة ستفوت فرصة المشاركة، المقاطعة فعل سياسى أيضا، فرص الحصد من المقاطعة تتزايد، الفعل يبدأ بفكرة، وعصيان بورسعيد دليل، ومن يدرى فعدواه قد تنتقل إلى أماكن أخرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة