محمد صلاح العزب

المهنة: تاجر دين

الثلاثاء، 26 فبراير 2013 04:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت تعمل مدرسا أو نجارا أو مهندسا أو أسترجيا أو طبيبا أو شيالا أو محاميا أو سباكا، وهو يعمل تاجر دين.

يخرج من بيته وقد ارتدى ملابس الشغل: لحية ضخمة أو خفيفة، وجلبابا أو بدلة، ووضع فى جيبه سواكا أو لم يضع، ولبس واقيا أو خلعه، لكن لابد أن يمكيج جبهته بزبيبة صلاة محترمة.

ينصب مسرحا فى وسط الشارع، ويأتى بصندوقين كبيرين، الأول يكتب عليه الجنة، والثانى يكتب عليه النار، يخرج ميكروفونا ويتحدث فيه: قال الله وقال الرسول، حتى يجتمع عليه الناس، فينتقى من بينهم زبائنه ليعرض بضاعته الفاسدة عليهم، يختار الطيبين والأنقياء والغلابة، وأصحاب المصلحة.

يأمرهم أن يطيعوا أوامره فيهتفون: «السمع والطاعة»، يبدأ بطلب نقودهم، ويخبرهم أنها صدقات جارية، وربما تمنع معونات الدول الكافرة، من يدفع يلقى فى صندوق الجنة، ومن يأبى يرمى فى صندوق النار. يطلب منهم أن يمنحوه منصبا عليهم، اختارونى نائبكم ووزيركم ورئيسكم، وقولوا لقراراتى نعم، من يختاره ويقل نعم يلق فى صندوق الجنة، ومن يأبَ ويقل لا يرمَ فى صندوق النار.

يقيم الصلاة ويؤمهم فيها وهو لا يحسن الوضوء، لنجاسة متأصلة فيه، ثم ينتهى من الصلاة ويسلّم، ويأمرهم بذبح كل من لم يصل خلفه، فينقسمون ويقولون إن الله لم يأمر بالقتل، فيمسك المعارضين ويلقى بهم فى صندوق النار، ولا يدخل صندوق الجنة إلا كل من أتى برأس أخيه مذبوحا.

يعود إلى بيته آخر الليل مجهدا، يغسل وجهه فتختفى زبيبة الصلاة، ويخلع الجلباب ويرمى السواك، ويخلع لحيته فيظهر عاره على حقيقته، مجرد طاغية آخر يحمل بطاقة شخصية مكتوبا فيها فى خانة المهنة: تاجر دين.

أعيد نشر هذا المقال مرة أخرى بعد الخلافات المؤسفة بين تيارات الإسلام السياسى، مما يؤكد أنهم يتاجرون بلحاهم من أجل المناصب ليس أكثر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة