أظن أن حوار الرئيس محمد مرسى مع الإعلامى عمرو الليثى الذى أذيع فى الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضى سيبقى مثار حديث واهتمام الرأى العام فى مصر والعالم الخارجى لفترة ليست بالقليلة، فهو واحد من أغرب حوارات الرئيس مرسى منذ توليه الرئاسة والتى شغلت الناس طوال ليلة أمس الأول. سر غرابة الحوار والاهتمام به ليس مصدره كلام أو إجابات الرئيس على أسئلة المحاور - حاشا لله - فليس هناك جديد وجاء الكلام كما توقعه الناس مثيرا أكثر للاستفزاز عن المرات السابقة، وإنما بسبب تأخر إذاعة الحوار منذ الإعلان عنه فى الثامنة من مساء الأحد وحتى الساعة الثانية من صباح اليوم التالى وأصاب المتابعين والمترقبين بالقلق والحيرة ثم الضجر والملل وفقدان الاهتمام بما سيقوله «زائر الفجر». الشائعات واللمز والغمز كانت سيد الموقف، ولم يهتم أحد بما تم تسريبه من بعض ما يتضمنه الحوار بقدر الاهتمام البالغ بسر تأخير إذاعته، ولم يهتم أحد من مسؤولى الرئاسة - إذا كان هناك أحد بالفعل- بالخروج على الناس لشرح أسباب التأخير وتقديم تبريرات مقبولة لعدم إذاعته لأكثر من 6 ساعات، وتركوا الناس يضربون أخماسا فى أسداس ويطلقون العنان للسخرية من عدم ظهور الرئيس على الرغم من أن الحوار تم تسجيله قبل موعد إذاعته بيوم كامل. فماذا حدث؟
الخبثاء قالوا إن الحوار كان يتم مراجعته فى مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان قبل إذاعته من قبل خبراء ومتخصصين فى اللغة الإنجليزية والعربية بالمرة حتى لا يتورط الرئيس فى مصطلحات وتعبيرات جديدة من نوعية «دونت ميكس» و «درانكينج أند درايفر» وهى اللغة التى تم تسجيلها باسم الرئيس مرسى فى موسوعة «غرائب وطرائف الرؤساء». بعد اللقاء الشهير إياه الذى عقده الدكتور مرسى فى ألمانيا مع مسؤولين ومستثمرين ألمان واستعرض مهاراته وقدراته وتمكنه فى اللغة الإنجليزية.
ما قيل حول التأخير كثير عموما وأذيع الحوار بليل والناس نيام وأعتقد أنهم فعلوا خيرا واستراحوا من عناء فك شفرات وألغاز الحوار الذى كان يحتاج إلى مذكرة تفسيرية بشأن بعض الإجابات عن الأسئلة، خاصة عندما سأله عمرو الليثى عن تصريحه السابق بأنه فى حالة خروج الشعب للمطالبة برحيله فسوف يرحل، أو رأيه فى العصيان المدنى. الشاهد أن الحوار كان بشأن قضايا وهموم دولة أخرى وليست دولة مصر وعن أوضاع أمنية واقتصادية أخرى بعيدة عن واقعنا الاقتصادى والأمنى. وفى المجمل الحوار كان دولة لا نعرفها ومن رئيس مازلنا لا نعرفه.