وصف الدكتور محمد مرسى فى حواره «المـتأخر» مع الإعلامى عمرو الليثى «علاقتنا» بقطر بأنها «حميمية»، غير أن الواحد لا يعرف إلى أى مدى وصلت هذه الحميمية، وهل مازالت تحت إطار شرعى وقانونى يكفل لهذه العلاقة السلامة والصحة والمستقبل المبهر، أم أنها اتخذت أشكالا أخرى تجعل الواحد «وشه فى الأرض» لا يعرف كيف يوارى سوءات «العلاقة» وكيف يتدثر منها، وذلك لأن «الإخوان» مازالوا يتعاملون بعقلية التنظيم السرى الذى لا يفصح عن تفاصيل علاقاته، ولا يقول للناس إلا ما يريد.
لن أحدثك اليوم عن هواجس أو تخيلات، ولن أحدثك أيضا عن مشاريع أو استثمارات، لكنى فقط أطالبك بأن تطالع الخبر الذى كتبته الزميلة دينا عبدالعليم فى عدد أمس من «اليوم السابع» عن نية وزارة الآثار إعطاء «قطر» حق انتفاع لآثارنا، ومنحها قطعا أثرية نادرة، لم يرد السيد وزير الآثار أن يسميها خشية غضب أعضاء المجلس الأعلى للآثار، متبعا سياسة التمهيد ثم الأمر الواقع، ولتنظر معى إلى ذلك المقترح الخائب الذى تقدم به «أحدهم» إلى وزارة المالية، متقدما بمشروع خائن، يتعامل مع تاريخنا وكأنه «شقة مفروشة»، ومع حضارتنا وكأنها فتاة ليل، يقدمها للثرى الخليجى الذى يدفع أكثر.
أمامك مستندات لا تقبل التأويل، فالسيد وزير المالية «الإخوانى» تلقى الاقتراح بصدره الإخوانى الرحب، ولم ير فى الأمر شذوذا ولا اعوجاجا ولا غرابة، فوافق عليه «عشان ينعش الميزانية»، وقدمه لوزير الآثار الذى يعرف خطورة الأمر فتكتم على الموضوع وبدأ فى عملية التمهيد له، مرددا نغمة أهمية المعارض الخارجية والتعاون مع البلاد العربية فى هذا الأمر، خاصة «قطر» التى لا يعرف الإخوان سواها على خارطتنا العربية التى كانت فى يوم من الأيام «وطنى الأكبر» فصارت على يد الإخوان «وطنى الأقطر». هكذا وقع الإخوان فى «حيطة سد»، ولست أشك فى أنهم فور نشر الخبر سينفون، وفى الحقيقة فقد تركوا الباب مواربا تمهيدا لنفى الأمر إن ثار الناس، فسيقولون إنهم لا يعلمون شيئا عن هذا المقترح، وسيقولون إن أحد المواطنين هو الذى تقدم به، وسينسون أن المقترح يحمل تأشيرة وزير المالية «الإخوانى»، لكن فى الحقيقة فإن كل هذا لا يهمنى، ما يهمنى فقط هو أن هذا المشروع انتهى قبل أن يبدأ، ويهمنى أنه دق ناقوس الخطر المحدق بآثارنا، وأنى على يقين من أننا لن نسمح بهذا العبث مهما كان غطاؤه، ولنا الآن أن نعرف سر سكوت السيد الوزير على عمليات هدم الآثار وانتهاكها تحت عينه وسمعه وبصره، إذ يبدو الآن التواطؤ مبررا، فكما خيرنا مبارك سابقا «الحرية أم الأمن» تخيرنا الجماعة ومندوبوها الآن «قطر أو الهدم».
افتح عينك، فبلدك فى «خطر»، وإن أغمضتها فستصبح فى «قطر» ليحق عليك القول «شوف جدودك شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار.. من جمودك كل عضمة بتستجار.. فين آثارك ياللى دنست الآثار.. دول فاتولك مجد وأنت فوت عار»، وأدعوك من الآن إلى عدم ذم الإخوان واتهامهم بالغباء وعدم الحنكة السياسية، مرددا أنهم «بقالين»، فعلى الأقل البقالة مهنة شريفة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة