دعك من أن الرئيس مرسى ظهر على الناس فى الفجر، بعد أن قضوا عقوبة انتظاره ست ساعات كاملة، ودعك من أنه لم يعتذر عن تأخره حتى كتابة هذه السطور (صباح 27/2/2013)، ودعك من كونه وصف المتظاهرين فى بور سعيد وغيرها بأنهم مجموعة من البلطجية. دعك من كل هذا العبث الذى يستهين بالناس، وتعال نتحدث عن كيفية مواجهة عناد الرؤساء فى مصر؟
لقد وضح للجميع الآن أن مؤسسة الرئاسة لا تلتفت بالمرة إلى ملايين المعارضين من المصريين ولا إلى مطالبهم المشروعة، ولا تصدق جماعة الإخوان المسلمين الذين يختزلون المعارضة فى جبهة الإنقاذ، رغم أن عدد مؤيديها بالملايين أيضاً، ذلك أن الجماعة لا يشغلها الآن سوى خطف المزيد من مؤسسات الدولة، وها هم يستعدون لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، ليسطوا على السلطة التشريعية!
نعم.. لقد ابتلينا للأسف بنظام حكم غليظ ومستبد، ففى خلال السبعة أشهر التى تلذذ فيها الدكتور مرسى بمنصب الرئاسة تم تقسيم المصريين بصورة لم تحدث منذ عهد مينا موحد القطرين قبل نحو 5000 عام، نظرًا لإصرار الرئيس بالانفراد بالسلطة والعمل بهمة غير مسبوقة على أخونة الدولة المصرية. (وفقاً لحزب النور، الحليف الاستراتيجى للإخوان، فإنه تم تعيين 12 ألف من الإخوان فى وظائف كبرى فى أجهزة الدولة خلال الأشهر القليلة الفائتة).
حسناً فعلت جبهة الإنقاذ عندما قررت مقاطعة الانتخابات، مادام الرئيس يرفض بعناد تنفيذ مطالب الجبهة، وهى مطالب مشروعة تنادى بها الغالبية العظمى من المصريين ومؤسسات المجتمع المدنى. فلا يمكن إجراء انتخابات نظيفة فى ظل حكومة قنديل الباهتة والموالية للنظام، ولا يمكن إجراء انتخابات حرة فى وجود نائب عام عينه الرئيس شخصياً فى مفارقة غير مسبوقة فى تاريخ القضاء المصرى. ولا يمكن إجراء انتخابات عادلة فى ظل دستور معيب رفضه رسميًا أكثر من ثلث المصريين، ولا يمكن إجراء انتخابات شفافة دون رقابة دولية ومحلية، ولا يمكن إجراء انتخابات نزيهة بينما الإخوان يعيدون تقسيم الدوائر الانتخابية بما يتوافق مع مصالحهم. كما لا يمكن إجراء انتخابات محترمة فى ظل احتقان سياسى حاد صنعه الرئيس مرسى شخصيًا بقراراته وعناده وخصامه مع معظم المصريين!
والسؤال.. هل تكفى مقاطعة الانتخابات لإجبار النظام على الاستجابة لمطالب الشعب؟ ثم هل المطلوب إصلاح النظام وجعله أكثر ديمقراطية ومراعاة لفقراء هذا البلد؟ أم إسقاطه نهائيًا من أجل استعادة الثورة التى خطفها الإخوان والتيارات الإسلامية؟
فى اعتقادى.. أن الأنظمة الفاشية التى تتكئ على فكر دينى، والإخوان نموذج مثالى لهذه الأنظمة، لا يمكن أن تستجيب لمطالب الناس بحجة أنهم يعرفون مصالحنا أكثر منا، أليسوا يعرفون ديننا الإسلامى أكثر منا أيضاً! وبالتالى لا أظن أن الرئيس سينصت لصوت الشعب إلا إذا استطعنا أن ننظم أنفسنا جيدًا فى أحزاب ثورية حقيقية تضع أهدافاً محددة تبدأ بكيفية إسقاط النظام المتغطرس، وتنتهى بخريطة واضحة المعالم لشكل وطبيعة المجتمع الذى نتمنى تشييده بعد الثورة المقبلة إن شاء الله.
هذه الثورة ليست بعيدة، بل أقرب إلينا من حبل الوريد، فقد بدأت بشائرها تنمو وتزدهر فى بور سعيد والإسماعيلية والسويس والجيزة والقاهرة والدقهلية فى شكل عصيان مدنى أتوقع له التوسع كلما بالغ الرئيس فى عناده وامتنع عن الإنصات لمطالب ملايين البسطاء فى مصر المحروسة (تذكر من فضلك مبارك وعناده المقيت طوال ثلاثين عامًا، ثم نهايته البائسة).
بهذه الطريقة وحدها نستطيع أن نواجه عناد الرؤساء!
عدد الردود 0
بواسطة:
كيمو ١٣
معندناش غاندي
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
النظام يتهاوي ياسيدي