الأحاديث التى يدلى بها المدعو هشام العشرى مؤسس «جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، نموذج حى لإعصار الفوضى القادم الذى سيجرف أمامه البقية الباقية من أركان الوطن الذى نعيش فيه، فاليوم -الخميس- سوف يدشن عمل جماعته، ويقدم وعوداً للمواطنين كى يطمئنوا بأنهم لن ينزلوا إلى الشوارع شايلين الشوم والسيوف، ولن يضربوا الناس بالعصى والكرابيج، لكنهم سيتصدون للفكر الخاطئ بالإقناع، ولن ينظروا للملتحى على أنه ملاك وغير الملتحى على أنه شيطان، وإذا ضبطوا سكيراً يقود سيارته فلن يضربوه بل سيسحبون المفاتيح فقط ويسلمونها للشرطة.
أبشروا أيها المصريون، لأن قائد الجماعة الذى هو فى الأصل ترزى حريمى -مع كل الاحترام للترزية-يعدكم بعدم الضرب بالعصى والكرابيج أو قطع رقابكم بالسيف إذا ارتكبتم معصية من وجهة نظره ولن يتهمكم بأنكم شياطين إذا لم تطلقوا لحاكم.. فماذا يحدث إذا حنث بوعده وقرر استخدام السلاح الذى فى يده درءاً للمعاصى.
مثل هذه المهنة السلطوية الأبهة سوف تجذب فى صفوفها كل الذين فاتهم قطار كلية الشرطة بسبب المجموع أو الواسطة، فلا تشترط مؤهلات ولا توصيات ولا شهادة الحقوق، وكل المطلوب جلباب رث تحت الركبة وتحته بنطال وشبشب مثل الذى وضعه «أبوإسلام» على مائدة «الإبراشى»، وياريت حتة موتوسيكل صينى لزوم الدورية الراكبة، ولم يضع المدعو مؤسس الجماعة أى ضوابط لعدم تسلل الأشخاص سيئى السلوك إلى دولته.
وأهم حاجة أننا سنتخلص من ولاد الأبالسة قائدى السيارات الذين يشربون الخمر.. هو ده الكلام، فعلاوة على تحقيق «الأمن» بالمعروف والنهى عن المنكر، هناك فوائد أخرى أهمها حل مشكلة البطالة، وتفكيك احتكار الدولة لأجهزة الأمن دون الخضوع لمطالب صندوق النقد الدولى بخصخصة الشرطة، واستحداث جهاز أمنى جديد يعوض غياب الشرطة ويسد العجز فى صفوفها وينشر الخوف والرعب والذعر بين الناس، ويقضى على ما تبقى من هيبة الدولة وسيادة القانون، ويخلق ميليشيات مسلحة تتصارع على اقتسام المغانم ومناطق السيطرة والنفوذ، وإذا كانت أكبر الحرائق تأتى من مستصغر الشرر، فمن ينقذ هذا الوطن الذى تنهشه الغربان؟