لم يجد معارضو الرئيس محمد مرسى فى اشتباكات الاتحادية فى جمعة الخلاص ما يستحق أن يلفت انتباههم، ويتشرف بأن يكون فى مقدمة تويتاتهم وتغريداتهم سوى فيديو المواطن المصرى المسحول الذى تمت تعريته من قبل رجال الأمن المركزى.. ما من شك فى أن السلوك والتصرف محل رفض وانتقاد كبيرين، ويجب معاقبة مرتكبيه بعد التحقيق معهم، وهو ما أعلنته وزارة الداخلية فى بيان رسمى، وزادت على ذلك بعلاج الرجل فى مستشفى الشرطة، وأولته رعاية خاصة، غير أن هذا كله لم يكن كافيا أو شافيا، فقد انطلقت التغريدات والتويتات والتصريحات الفضائية تحمل الرئيس المسئولية كاملة عما حدث للرجل.. الحق معهم، فالرئيس مسئول عن حماية كل مواطن، وحتى إن كان هذا المواطن قد ذهب معتديا على مقر عمل الرئيس! ولكن من المسئول عما حدث من المتظاهرين أمام قصر الاتحادية طوال عدة ساعات حاولوا فيها بكل الطرق اقتحام بوابات القصر من جميع أسواره، ألقوا العشرات من زجاجات المولوتوف داخل القصر الرئاسى، حرقوا الكثير من الأشجار داخل وخارج القصر، ذهب بعضهم إلى إحدى البوابات يحملون أدوات خشبية ومعدنية، وبدءوا فى تحطيم البوابة بكل قوة.. حاولوا مرات ومرات، وحينما فشلوا بدءوا فى إلقاء المولوتوف على جنود الحرس الجمهورى، وظلوا على هذا الحال فترة ليست بالقصيرة، والجنود فى الداخل يحاولون إطفاء الأشجار المشتعلة بخراطيم المياه.. لاحظ أننا نتحدث عن القصر الجمهورى الذى يمارس منه الرئيس مهام عمله.. جرد نفسك من كل انتماء سياسى، وضع كرهك للإخوان جانبا، وتناسى لمدة دقيقة واحدة خزعبلات العريان، وافتكاسات البلتاجى، وترهات الكتاتنى، والفشل الذريع لحكومة هشام قنديل فى إدارة البلاد طوال الشهور الماضية، والوصول بها إلى هذا المستوى المتدهور اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، حتى يكاد العقل أن يخرج من الرأس منتحرا من فرط الاندهاش إزاء تصميم وإصرار الرئيس مرسى على الاحتفاظ بهذا القنديل ولو لمدة 4 ساعات، وليس 4 شهور باقية على الانتخابات البرلمانية.. أقول ضع كل هذا جانبا، وانظر لما حدث أمام القصر الجمهورى بعين موضوعية وحيادية.. متظاهرون فى أعتى الدول الديمقراطية يهاجمون القصر الرئاسى بزجاجات المولوتوف من عدة بوابات، حتى وصل الأمر لحرق بعض الأشجار فى حديقة القصر، كيف يتصرف حرس القصر؟ كيف يواجه هذه المحاولات المتكررة لاقتحام أهم مكان فى الدولة، ورمز هيبتها؟ وقارن ما يأتى فى رأسك بما فعله الحرس الجمهورى وجنود الأمن المركزى أمام مقر قصر الاتحادية، وهم يواجهون المهاجمين بخراطيم المياه ليس أكثر، وبعد أن استمرت المحاولات قرروا استخدام قنابل الغاز فقط من أجل إبعاد المتظاهرين عن محيط القصر.. لا أتذكر أن الثوار الشرفاء فى 10 فبراير 2011م وهم بالآلاف أمام القصر الجمهورى، فكر واحد فيهم أن يلقى ولو " طوبة " صغيرة.. كان الجميع يحرص على سلمية الثورة البيضاء التى أبهرت العالم بنقائها وطهرها وبراءة ثوارها الذين كانوا يلفظون من بينهم كل من خرج عن النص، وحاول ارتكاب أى شغب مستغلا حماية الجموع الحاشدة له.. ماذا حدث؟ وكيف وصل الأمر بالقوى السياسية والثورية أن تحمى العنف وترعاه؟ ولأجل ماذا؟ لا أحد يقول لى إن القوى السياسية نددت بالعنف، وسحبت أنصارها من مظاهرات الاتحادية.. هذا قول مردود عليه بألف رد، أبسطها أن هذه القوى هى التى دعت للحشد أمام الاتحادية، أعلنت الاعتصام، وظلت ساعات تشاهد المولوتوف يتطاير ناحية القصر، وحينما شعرت بحقارة صنيعها، قررت التبرؤ منه..، وللأسف فعلت هذا كله بعد أن وقعت وثيقة نبذ العنف فى الأزهر الشريف!! اعلموا أنه رغم عدالة الكثير من مطالبكم، إلا أن خروجكم عن النص، يصرف من حولكم الأنصار، حتى كدتم أن تبقوا وحدكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة