أكرم القصاص

مفارقات القمم والمؤتمرات

الخميس، 07 فبراير 2013 08:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنعقد القمة الإسلامية وتثير الكثير من المفارقات والأسئلة حول جدول الأعمال، أو المصالح التى تحكم وتتحكم، القمة تنعقد وعلى جدولها الكثير من القضايا، التى تجرى مناقشتها، وينتهى النقاش عادة لتوصيات، توضع بجوار غيرها.
وربما تحتاج هذه المنظمات لإعادة نظر فى وجودها ومهامها، بعد عقود من التجمد، ولا ينطبق هذا فقط على القمة الإسلامية، بل أيضا على جامعة الدول العربية، وقممها التى توقفت عن الانعقاد بسبب التحولات العربية فى دول الربيع العربى، التى مايزال ربيعها غامضا.
القمة الإسلامية الحالية تضع على جدول أعمالها ملفات فلسطين والقدس وأحاديث عن التعاون الاقتصادى العربى والإسلامى، ويلتقى الزعماء ويسلمون على بعضهم ويبتسمون ويتركون المنصات للوفود والمزيد من الخطب والكلام ينتهى عادة ببيانات وتوصيات توضع فى الأدراج. فى انتظار قمم أخرى. لأنها تعمل من دون مصارحة ويفضل الحكام وتفضل الحكومات، الاحتفاظ بالخلافات وعدم فتحها والاكتفاء بالكلمات الدبلوماسية والخطابات والتفاوضات الشكلية، تاركين ما فى القلب فى القلب.
هذه المنظمات فى النهاية حاصل جمع الأنظمة المشاركة فيها، وهى أنظمة بعضها تسلطى وبعضها شبه ديمقراطى وبعضها الثالث خليط من الأنظمة السياسية، ولا يوجد بينها نظام يمكن اعتباره ديمقراطيا شعبيا تماما.
وجرت العادة طوال عقود أن تنعقد القمم والمؤتمرات، بين حكام يفرضون أنفسهم بالغصب، ويرفضون الاستماع لأصوات الشعب، ويعجزون عن إرضاء شعوبهم، ويسعون لإرضاء الخارج، ولهذا فشلوا.
ضمن جلسات المؤتمر جلسة يفترض أنها لمناقشة حالات النزاع فى العالم الإسلامى، والوضع الإنسانى، وظاهرة الإسلاموفوبيا، وتنمية التعاون الاقتصادى والعلمى والثقافى والاجتماعى والإعلامى بين الدول الأعضاء. لكن هذا العنوان العريض لن يتطرق إلى الخلافات بين الدول وبعضها. خذ مثلا العلاقة بين مصر وإيران اللتين تختلفان فيما بينهما حول الموقف من سوريا. وسبق أن أعلن الرئيس مرسى رفض مقابلة السفير الإيرانى بسبب موقف إيران من سوريا. الآن الرئيس استقبل الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، لأن السياسة فى النهاية تقوم على المصالح وليس على الرغبات والأحلام، مصر لها علاقات ممتدة مع أمريكا، بينما إيران على خط العداء مع الأمريكان، وهو عداء لم يمنع من التعاون فى العراق حيث كانت إيران هى الفائز الأكبر من تفكيك العراق.
المصلحة هى التى تحكم لقاء مرسى بنجاد، بينما الخلافات المذهبية والسياسية تأتى فى مراحل متأخرة. ومن المفارقات أن من يبدون غضبا من زيارة الرئيس الإيرانى لمصر، لم يظهروا هذا الغضب فى مواجهة زيارات المسؤولين الأمريكيين، بل إن بعضهم سارع بالجلوس مع الأمريكان بكل سرور.
وكثير من المصريين غير مشغولين بما ينشغل به بعض السلفيين ومعارضة زيارة الرئيس الإيرانى لأسباب مذهبية. المصريون استمروا متمسكين بوسطية تجعلهم منفتحين على كل المذاهب من دون أن يتركوا وسطيتهم. هم ضد المغالاة فى التشيع، والتسلف، ويهتمون أكثر بالبحث عن ديمقراطية فى الداخل تمنحهم الحرية فى الاختيار، ولهذا يعطون ظهورهم لمؤتمرات لا تنشغل بهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة