محمد الدسوقى رشدى

الفرق بين أحمدى نجاد وممدوح إسماعيل ورفاقه

الجمعة، 08 فبراير 2013 11:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا فى حاجة إلى ذاكرتك، أو إلى ما نجا منها من عوامل التعرية وضغوط الزمن.. ركز قليلا ثم فتش بداخلها عن اسم المحامى ممدوح إسماعيل.. اجتهد فى البحث عن أى مواقف تذكرك بهذا الرجل، وإن وجدت شيئاً بخلاف أنه يذكرك بصاحب عبارة الموت، أو بمواقف كوميدية ساخرة وساذجة كان هو بطلها، أو بحوارات جادة حوّلها هذا المحامى الباحث عن الشهرة إلى وصلات ردح.. إن وجدت شيئاً بخلاف كل ما هو غير مفيد لهذا الوطن أو للإسلام أو لمهنة المحاماة، فاعلم أن بذاكرتك خللا ما، لأن السيد ممدوح إسماعيل هو واحد من هؤلاء الذين لا يحترمون الحوار وقواعده، وواحد من هؤلاء الذين يعيشون ويقتاتون بمبدأ المثل الشعبى الشهير «خدوهم بالصوت العالى حتى لا يغلبوكم»..

أنا لا أخرج بهذا الكلام من جعبة ساحر أو حاو، هذا الكلام هو رد فعل طبيعى لتصرفات محام ونائب برلمانى سابق وقيادى بارز فى جماعات تيار الإسلام السياسى، لا يتذكر له الناس سوى أنه صاحب معركة القسم الشهيرة فى البرلمان، والشخص الذى قام فى حركة استعراضية إعلامية برفع الأذان تحت القبة. أما بخصوص ما قدمه للمحاماة، أو للإسلام، أو لمصر، أو لأبناء دائرته، أو القضايا التى فجرها تحت القبة، فلا تسأل، لأنها تندرج تحت بند الأشياء التى لن تبدو لك إلا عبر ميكروسكوب!

السيد المحامى القابع دوما فى استديوهات «الهرتلة»- قناة الحافظ سابقا- ترك كل سيئ وقبيح فى مصر، وتحول فجأة إلى أسد، من هذه الفئة التى نشاهدها فى أفلام الكارتون، وخرج ليرقص فرحا بالهجوم الذى تعرض له الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فى القاهرة، وأعلن فخره الشديد بما تعرض له الرئيس الضيف على أرض مصر، ليثبت للجميع أن النائب السابق الذى يقدم نفسه كواحد من سياسيى تيار الإسلام السياسى يجهل التفرقة بين الألف و«كوز الذرة»، ويعجز عن استيعاب الفرق ما بين «خناقة» الشارع أو معارك الصبيان التى يخوضها من داخل استديوهات الحافظ، وبين أمور إدارة الدول، وأصول تحركات رجال الدولة، والتعامل مع ضيوف الوطن فى أوقات المؤتمرات الدولية. ولأن السيد المحامى شجاع بالقدر الذى لم نسمعه فى مرة يعترض على تحركات السفيرة الأمريكية، وأوامرها فى شوارع القاهرة، كما لم نسمع له صوتاً حينما أرسل مرسى جواب الكلمات الحميمية والعاطفية إلى رئيس دولة العدو شيمون بيريز، لم يتمالك نفسه بعد محاولة الاعتداء على الرئيس أحمدى نجاد، وإلقاء الأحذية عليه فى شوارع القاهرة، وخرج على جميع الفضائيات، وفى أغلب الصحف، ليصف من قاموا بذلك بأنهم أبطال وأسود يدافعون عن الإسلام والسنة، ولم يخبرنا ممدوح إسماعيل لماذا لم يجعل من نفسه أسداً، وجبن أن يلقى على السفيرة الأمريكية حذاءه بعد أحداث الفيلم المسىء؟

أى عبث وأى سياسيين وأى عقول يمتلكها هؤلاء؟ أى منحدر تنزلق إليه مصر مع هذه النوعية من السياسيين التى ترى فى الهجوم بالأحذية على رئيس دولة بسبب مذهبه الشيعى عملا بطوليا؟، ألهذه الدرجة مازلنا على دين حسنى مبارك الذى اجتهد هو ونظامه فى تحويل إيران إلى وحش مخيف يسعى لنشر المذهب الشيعى فى مصر، صانعاً فزاعة جديدة استخدمها لإطالة عمره الرئاسى بإرضاء القائمين على أمور تل أبيب وواشنطن؟، ألهذه الدرجة يسعى ممدوح إسماعيل ومن معه لإرضاء السادة فى الولايات المتحدة بالهجوم على خصمها الإيرانى؟، أم أن فى الأمر تطرفا وعنصرية دينية وتخلفا فكريا دفع هؤلاء ليروا فى المذهب الشيعى عدوا أخطر من المد الصهيونى الذى يأكل أرض فلسطين، ويهدد المسجد الأقصى بالدمار؟

قبل أن تتهم سؤالى بالسذاجة فكر قليلا، ثم تعال نمارس حقنا فى أن نضحك ونقهقه قهقهة الأشرار- راجع ضحكات محمود المليجى حينما يكون دوره فى الفيلم رئيس عصابة لكى تضحكها بشكل مظبوط- على سذاجة الأسلحة التى يستخدمها أمثال ممدوح إسماعيل فى مواجهة ما يسمونه بالمد الشيعى. دعك من انتشار لفظ الدولة الفارسية فى صحف الحكومة، والتذكير بشارع خالد الإسلامبولى فى طهران، وركز قليلا مع دعوات هدم الأضرحة، أو إعادة ترميمها، وضبط أمورها الإدارية، ومنع الناس من زيارتها بحجة أنها بوابة لنشر المد الشيعى فى مصر.. ألهذه الدرجة لا يثق شيوخ التيار السلفى والفرحون بإلقاء الأحذية على نجاد فى الدولة، وفى شعبها، وفى رجال دينها، وفى مذهبها السنى بشكل يجعلهم يخشون من انتشار المذهب الشيعى فى مصر بسبب ثلاثة مساجد، وضريحين، وزيارة قصيرة لرئيس إيران، وعلاقات سوية ومنضبطة مع دولة لها ثقل سياسى واقتصادى فى المنطقة؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة