فجأة.. لأ.. مش فجأة ولا حاجة.. ده طبيعى جداً أن نعرف.. بس فجأة.. ما كان يجب أن نعرفه فى حينه عما يدور فى المعسكرات الكروية العربية.. فى البطولات القارية والعالمية؟!
المشاركات العربية فى أمم أفريقيا بجنوب أفريقيا بدأت كالعادة بكلام يماثل الأناشيد الوطنية.. «والله زمان يا سلاحى» مثلاً.. وعن كل شىء تمام.. التمام!
فما حدث من انفلات فى المنتخب التونسى.. سواء سهر اللاعبين فى الصباح مع بعض مقبلات السهر الشيشة.. والصحبة الحلوة، وباقى مشتملات السهرة، لم يكن فجأة.. بل هو حالة كروية شبه موجودة عربياً.. اللهم إلا المنتخب المصرى حقيقة، فلاعبونا لا يمكن أن يفعلوا هذه الأفعال.. لكن ربما.. وكل يجى كام جيل تكون هناك حالة فردية ودى كلمة حق.
إنما انظروا كيف تم تعيين الطرابلسى مديراً فنياً لتونس لكونه قريباً من طارق ذياب وترجاوى برضه، وبعيداً عن ترشيح نبيل معلول الذى لا يسمح بالتدخل فى شؤون فريق يديره.. وكل من كان قريباً إعلامياً من الكرة التونسية يعرف أن معلول على المستوى المواطن كان شديد المعارضة لـ«سليم شيبوب» فى قمة قوته وكان ظهراً للرئيس الهارب زين العابدين بن على.
أما الطرابلسى فهو مهادن يمكن التفاهم معه كروياً.. والباقى مفهوم!
ربما لا تصيب أمثالنا الدهشة لأننا نتواجد فى المحافل القارية.. فى قصة منتخب تونس مع السهر والانفلات، لكن الدهشة لازم تصيب المواطن، لسبب هام جداً هو: لماذا طال صمت الطرابلسى وقيادات البعثة التونسية؟!
بلاش كده.. برضه وبالعربى بس.. لو كان الصمت ثمناً لأن السهر والشيشة يتسببان فى الفوز والصعود دوراً وراء دور.. لكان السكات نعمة!
لا أدرى وأنت عزيزى القارئ المصرى العربى ما جدوى الصمت، وماذا لو تم ترحيل أحد السهرتية التوانسة؟! أكيد الأمور كانت ستصبح أفضل، على الأقل لا يصبح خروجا.. ومهانة!!
الآن وكالعادة.. يظهر ذياب العين الحمرا بعد السهرة بـ«سنة»!
الآن يجب أن نعى شيئاً هاماً أن الكرة العربية ستظل مهلبية ولو إلى حين!
أما الجزائر.. فمشكلتها أن الحاج روراوة لا يريد أن يعترف بأنه ليس المحب الأوحد للجزائر!.
ديكتاتورية روراوة تماثل إلى حد بعيد أفكارنا القديمة، فهو يراضى الأصوات لدرجة أن أحداً لا يستطيع الترشح أمامه رئيساً للاتحاد الجزائرى.. ولا حتى يترشح على العضوية إلا بالاتفاق معه!
حتى لو كان روراوة محباً لبلاده.. فعلى المحب أن يزرع كل ما هو جديد، وأن يساهم فى ظهور دماء جديدة!
تخيلوا أن رابح مادجير نجم النجوم، وفى لقاء معه خلال مأدبة غذاء عند نجم كرة قطرى من جيله هو ناصر النعيمى، وكان معنا أو كنا معه الكابتن أحمد شوبير قال عن عدم وجوده فى إدارة الكرة الجزائرية: الحاج روراوة لا يعترف بنا!
قلنا لمادجير لماذا لا تترشح وقد أخذت الإدارة مع مجموعة من جيلك.. وهم كثر؟
رد نجم الجزائر الذهبى، غير مسموح لنا بالنجاح!
أضاف رابح.. أقول لكم، ربما لا يترشح أحد أمام روراوة.. ويفوز بالتزكية.
يا سلام، ولعل هذا ما يدفع أى بنى آدم لرصد ديكتاتوريته التى وصلت إلى حد رئاسته الشرفية للبعثة الجزائرية.. وبدء التفاوض مع المدير الفنى الذى اختاره بنفسه خليلوزيتش على البقاء مدرباً لمحاربى الصحراء، ولم نسمع عن دولة الجزائر تطلب منه أى تفسير حتى ولو غير فنى!
ياه.. الحاج روراوة جامد قوى خالص، لكنه فى النهاية مجرد رمز كروى عربى جزائرى.. يعطى دلالة على كل خطايا الكرة العربية.
أما المغاربة.. وهم أيضاً أشقاء يشاركوننا الهم الكروى العربى.. وهو عنوان يصلح أوبريت كروى عربى!
المغاربة.. ودون سبب مقنع، يعتمدون على «فرنجة» الكرة.. وينسون أن أمجادهم تم بناؤها على أكتاف «مغاربة الداخل»!
الأشقاء المغاربة حين أرادوا تغيير الدماء أحضروا رشيد الطاوسى الذى أخذ على عاتقه هو الآخر الاهتمام بكل أو أغلب مغاربة الخارج!
شىء غريب أن تجد كل نجوم المغرب يتحدثون «بالفرنجية» فرنسية كانت أو إنجليزية!
أعرف جيداً أن الاستعمار أثر كثيراً فى الشمال الأفريقى.. ولكن؟!
فى أيام الانتصارات العربية فى المغرب العربى كله، كنا نرى نوعين من النجوم.. الأول مولود فى إحدى دول الشمال الفرانكوفونية، ثم يذهب صوب الاحتراف.. والثانى.. هو نجم لاعب حتى صار ناشئاً أو شاباً.. ثم يغادر إلى أوروبا.. حتى عندما يعود نجده يقول: أمى.. أهلى.. خالتى.. أو أى شىء يمت للعربية، ومن ثم المشاعر التى يشعر بها الأهل فى الداخل!
لكن ما حدث هو العجب العجاب.. فالأخ رشيد الطاوسى قرر أن يقص الكثير من نجوم الداخل حتى يتحرر فى الاختيارات «المتفرنجة».. ثم يدفع بحكاية تغيير الدماء.. وقال إيه يقول لكن: من لا يريد تمثيل المغرب.. المغرب لا تريده؟!
يعنى إيه يا عم:
الأخ الطاوسى.. هو أنت مش عارف يعنى إيه نجم مواليد أوروبا؟!
طيب إذا كنت لا تعرف.. نقول لحضرتك.. أنه لا يقوى على العيشة المرة فى الأدغال!!
إنه الحصاد المر للكرة العربية.. فى الأمم الأفريقية.. نخرج.. لنتكلم.. ونتحكم.. ونتهكم.. ونلعب على الزمن وانتظروا القادم الأحلى.. والناس العرب طيبين شوية.. وهينسوا؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة