الأيام أثبتت أن قادة معركة الحرية فى مصر هم أبناء الثمانينيات الذين نجوا من براثن نظام مبارك التعليمية والأمنية والاجتماعية، ولأنهم لم ينفضوا عن عقولهم غبار أحلامهم فى وطن أفضل.. تأتى الكلمات التالية لهم على وجه الخصوص، لتداوى حنينهم الجارف للأيام الخوالى التى عاشوها دون أن تثقلهم هموم الوطن وفظائع اكتشاف أمراض أهل النخبة والكبار.. وحدهم أبناء الثمانينيات سيدركون التالى من مشاعر منثورة بين الكلمات التالية وسيتفهمون سر إعادة نشرها مرة أخرى فى ذلك الثوب الحنينى الجديد..
(إلى العزيز الغالى صديق الطفولة «مازينجر» الكائن فى بدروم «مختبر الفوتون»، تحية طيبة وبعد.. كيف حالك ياعزيزى، وكيف حال «ماهر»، هل مازال يدور بطوافته فوق مختبر «الفوتون» ويصرخ باسمك لكى تخرج له كالفارس المغوار من بين شلالات المياه؟، أم أنكم اتبعتم الموضة، وأصبح خروجك لمواجهة الأشرار لا يستدعى سوى ضغطة زر بسيطة، أو كليك يمين على أيقونة فى الحاسب الآلى الخاص بـ«ماهر»؟!
أيا كانت الطريقة التى تخرج بها إلى النور وتتهيأ وتتحضر لإطلاق النار، لا يهم.. الأهم أنك و«ماهر» بخير، ولم ينجح «أبوالغضب» و«المزدوج» وأشرارهما فى النيل منكما، ولم تتأثر نفسيتكما بالشعبية الجارفة التى حققها منافسك وشبيهك «جريندايزر».
عزيزى «مازينجر» كم أفتقدك، وكم أفتقد غضب «ماهر» من انهيار «أفروديت» السريع أمام الأشرار، وجهده فى إنقاذها من ذئاب «أبوالغضب» الآلية التى تنهش جسدها، كم أفتقد قبضتك المزدوجة، وأشعتك فوق البنفسجية، والأخرى الحمراء التى كانت تخرج من صدرك، والجناح القاطع وأصابعك الصاروخية..
هل تتذكر ياصديقى كيف قضيت أغلب أوقات طفولتى مشدوها، «ومتنح» وفاتحاً فمى أمام التلفاز متابعا لحلقاتك التليفزيونية ومعاركك مع الأشرار؟، هل تتذكر يا «مازينجر» كم كنت أغضب حينما يتأخر موعد عرض حلقاتك بسبب نشرة الأخبار، أو حينما كانوا يقطعون معاركك مع أشرار «أبوالغضب» بسبب أهم الأنباء؟، هل تتذكر كيف كان الحزن يزورنا حينما يستبـدلـونك بكارتون آخر؟، وكيف سيطر الغضب علينا حينما طبقوا نظام اليوم الكامل فى المدرسة وأصبحنا نتأخر عن مواعيد حلقاتك؟
يااااااه.. كم أفتقد تلك الأيام ياعزيزى، كنا نحبك كثيراً يا «مازينجر» لدرجة أن الأهل جعلوا منك سلاحاً للعقاب، إن لم نذاكر ونسمع الكلام يمنعوننا من مشاهدة بطولاتك وأمجادك، كنا نذاكر ونسمع الكلام من أجلك أنت فقط يا «مازينجر»، وكنا نغار من «ماهر» لأنه يملك الطوافة ويستطيع قيادتك فى الحروب ضد «المزدوج» وأشراره، كنا نحلم بأننا مكانه ونخرج إلى الشارع بعد كل حلقة، بعد أن تقوم بتقطيع الوحش الشرير إربا إربا فرحين مهللين مرددين أغنيتك الشهيرة: «مازنجر.. مازنجر، الملك الشجاع، قواه الجبارة، تحارب الأعداء، يقاتل.. يحارب فى البر أو فى الماء، يضرب.. يحطم، يطلق الصاروخ، لقد حان الوقت، قد بدأ النهار، تهيأ.. تحضر لإطلاق النار».
إنها الذكريات يا «مازينجر» ياصديقى، أرجو ألا تكون قد نسيتها، أنا أعرف أنك مشغول وأن مهامك كثيرة، وأعرف أن قتال أشرار «أبوالغضب» يأخذ كل وقتك وجهدك، ولكن هل يعنى ذلك أنك قد ترفض طلبا لصديق الطفولة الذى ضيع الكثير من أوقات مذاكرته فى مشاهدتك والحلم ببطولاتك، وخسر الكثير من أصدقائه لأنهم تعدوا عليك بالفعل والقول، وصرخوا فى وجهى قائلين بأن «جريندايزر» أقوى منك؟، هل ستتأخر عن صديق طفولتك إذا دعاك لإنقاذ ثورة وطنه من الأشرار الذين لايختلفون كثيراً عن «أبوالغضب»؟!!
أنا أعلم يا «مازينجر» أن مقاتلاً شرساً وثائراً مثلك لا يمكن أن يتأخر عن مساعدة وطن فى إنقاذ ثورته، فتلك مهمتك وذلك قدرك الذى شهدناه فى مئات الحلقات المترجمة والمدبلجة، فاسمح لى ياصديقى أن أدعوك إلى ميدان التحرير، ولا تقلق فالعنوان «ميتوهش»، سيعرفه «ماهر» حينما يأخذ جولة بالطوافة فوق أرض مصر، سيعرفه حينما يجد عشرات الآلاف بداخله على قلب رجل واحد، يصرخون «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«عيش حرية عدالة اجتماعية»، لا تقلق يا «مازينجر» الميدان يشبه إلى حد كبير مختبر «الفوتون»، فكلاهما مقر ورمز لمحاربة الأشرار، أى أشرار، سواء هؤلاء الذين يريدون تدمير العالم، أو أولئك الذين يريدون أن يسرقوا حق المصريين فى الحرية وتقرير المصير أنا فى انتظارك يا...
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة