أجمل وأطرف ما فى تقرير جلوبال بوست الأمريكية حول انتشار تدخين الحشيش فى مصر خلال الشهور الأخيرة، هو تصريح القيادى الإخوانى على أحمد محمد عمران "بأننا – والضمير هنا عائد على الإخوان بحسب الصحيفة الأمريكية_ لا نؤمن بتجريم الحشيش، ونؤمن بمعالجة مدمنى المخدرات بلطف وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية".
تبرير القيادى بحزب الحرية والعدالة بالمنيا لهذا التصريح المغرق فى اللطف، يستند إلى أن تجريم تعاطى المخدرات لم يمنع الناس من تدخينها، إلا أن هناك تبريرا آخر أوردته الصحيفة لأحد الشباب يقول فيه إن "الإسلاميين يعرفون جيدا كيف يتحدثون عن منع الكحول والبكينى وأشياء أخرى، إلا أنهم لو منعوا الحشيش عن الناس فإنهم سيغضبونهم، ومن ثم يتوقف المدخنون عن تأييدهم".
لن أتوقف كثيرا عند تفسير الشاب الذى يتهم الإخوان والإسلاميين عموما باللعب على الفقراء بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحصول على أصواتهم، لكنى أتوقف أمام ما صدر عن القيادى الإخوانى باهتمام، رغم أنى من غير مدخنى الحشيش والحمد لله.
ولكم أن تتصوروا معى طريقة التعامل اللطيف التى ينوى الإخوان تطبيقها مع الحشاشين خصوصا بعد أن أصبح الكيف يباع علنا فى الشوارع الرئيسية وعلى النواصى، وأصبحت مصر كلها "باطنية كبيرة"، واتسعت تجارة الصنف وأصبح للموزعين "ديلر" و"ديلفرى" يصلك بالمطلوب حتى البيت أو النادى أو المدرسة.
أتوقع أن تنتقل شعبة المخدرات من وزارة الداخلية إلى مقرات الأحزاب المسيطرة فى القاهرة والمحافظات، وأن يكون رسم العضوية طربة حشيش، وأن يتم عقد المؤتمرات العامة فى الغرزة الملحقة بالحزب، على أن يتم مطاردة وسحل أى مواطن يتعامل أو يتعاطى أى مخدرات غير الصنف المعتمد، وحتى يمكن ضمان سلامة وصحة المستهلكين "الشعب يعنى" يمكن أن تتولى إحدى شركات القطاع العام استيراد أجود الأصناف المغربية واللبنانية والأفغانية.
كما أتوقع المفاجأة الكبرى خلال الانتخابات المقبلة، بأن يتم توزيع "الحشيش الهبو" بدلا من السكر والزيت على السادة المصوتين لضمان استرخائهم قبل عملية التصويت الحاسمة التى تحدد مصير الوطن، وتستكمل مؤسساته.
لكن المشكلة الكبرى التى يمكن أن تقف حجر عثرة أمام تطبيق المشروع الإخوانى اللطيف للتعامل مع الحشاشين بعيدا عن الداخلية، تتلخص فى ردم الهوة بين الإقرار بعدم تجريم أو تحريم الحشيش وبين تحريم التدخين نفسه، فكيف نتعامل عندئذ مع الحشيش؟ هل يمكن توفير المنتج سائلا فى أنواع من العصائر الفريش والأورجانك؟ أم مع الفتة والكبسة وغيرها من الأطعمة الدسمة، أم مع القهوة والشاى والينسون؟
أعتقد أن قضية توفيق أوضاع الحشيش والحشاشين مشروع حيوى لأى حكومة مقبلة، وربما يمكن الاستفادة من الشعار الشعبى "إذا كان حلال أدينا بنشربه وإذا كان حرام أدينا بنحرقه"، بشرط إشراف وزارة البيئة حتى لا نفاجأ بالسحابة الزرقا بعد السحابة السوداء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة