حوار وطنى.. حوار مجتمعى.. حوار طرشان .. حوار حول الحوار، هذا هو ما يحدث فى عالم السياسة والحكومة. ومن الصعب على المواطن العادى أن يشعر بالراحة وهو يرى ضجيجا وزحاما من دون أن يرى فعلا أو خطوة للأمام. هناك مواطنون لا يمكنهم متابعة أى نوع من الحوارات القائمة، لأنهم مشغولون بحوارات أخرى تخص أكل عيشهم. هناك آلاف يومياً يقفون فى طوابير محطات الوقود فى انتظار السولار الذى لا يأتى، وبعضهم يقضى الليل وجزءاً من النهار فى انتظار السولار حتى يمكنهم الحركة ومتابعة عملهم. وهؤلاء ربما لا يعرفون شيئاً عن جلسات تحضير الحوار فى الرئاسة، ولا حوارات قنديل المجتمعية.
وبسبب السولار والمازوت أيضاً تستمر مشكلات مخابز العيش، وتتضاعف الطوابير، ويهدد أصحاب المخابز بالإضراب الأمر الذى يمكن أن يقود لأزمة فى الرغيف. وهى أزمة تحتاج إلى حوار أو تحرك يغيب حتى تزداد التعقيدات.
ومن الرغيف والسولار إلى السياحة التى تعانى أزمات متتالية فى ظل انفلات وتجاهل، ومع هذا وجدنا رئيس الوزراء الدكتور هشام يتحدث عن أن الحكومة ستطرح خلال الأربع شهور المقبلة مجموعة من المشروعات الاستثمارية فى مجالات النقل والطرق والزراعة والسياحة، بهدف جذب مزيد من الاستثمارات. قنديل يتحدث عن جذب استثمارات وهو عاجز عن حماية الاستثمارات القائمة، ولعل حادث انفجار منطاد الأقصر خير مثال.. وحتى لو اتفقنا أن الحكومة ربما لا تكون مسؤولة بشكل مباشر عن انفجار منطاد سياحى ومقتل 19 سائحاً بالأقصر، باعتبار أن مثل هذه الكوارث فيها الكثير من القضاء والقدر وأنها تحدث فى كل دول العالم.. لكن غير الصحيح هو حالة التهاون التى تعاملت بها الحكومة مع الحادث. فلم يتحرك رئيس الوزراء لطمأنة السياح الذين جاءوا لنا من أجل رؤية آثارنا بالرغم من الانفلات والتراجع ولم يزر المكان ويلتقى بالسياح ويبدى اهتماماً بالناس. سيرد البعض بالقول إن الحكومة لو كانت تهتم بالضحايا المصريين لكانت اهتمت بالسياح الأجانب وهو قول صحيح إلى حد كبير. مع أن أحدا لم يطالب قنديل بأكثر من اهتمام. يبين للضحايا أن هناك دولة.
الحكومة أصبحت محترفة فى الوعود والتصريحات ومنها إعلان وزارة المرافق عن خطة قومية لمشروعات الشرب والصرف لجميع القرى والمدن المحرومة، ومعروف أن الناس شبعت خططا ومشروعات على الورق. أو إعلان محافظة القاهرة أنها تدرس تشكيل فريق أمنى لإزالة مخالفات البناء فى الأحياء، وسوف تظل الحكومة تدرس وتدرس من دون أن تتخذ خطوة للأمام. فمازالت المخالفات مستمرة والإشغالات تتحدى الحكومة.
كل هؤلاء المواطنين المشغولين بالسولار والرغيف والأسعار والفواتير، ليس منهم من يتابع جلسات تحضير الحوار الرئاسى أو المجتمعى، لأنهم مشغولون بحوار الحياة الصعبة. والحكومة تهتم فقط بالحديث عن حوار مجتمعى غير موجود ولا يهتم بما يعانيه الناس من مشكلات تمنعهم من مشاهدة جلسات تحضير الحوار الرئاسى، أو المجتمعى ويكتفى فقط بتصريحات ووعود عن إنجازات وهمية. بينما الحوار ضائع أمام محطات السولار.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة