هذه هى عادة الإخوان منذ أن وصلوا للحكم.. كل شىء جميل ورائع عندهم، والدنيا ربيع والجو بديع، ولا شىء يعكر الصفو والمزاج الإخوانى سوى جماعات المعارضة الحاقدة عليهم، والأصدقاء الجدد لهم من فلول الحزب الوطنى المنحل. مشاهد المظاهرات والاحتجاجات على طول البلاد وعرضها لا يرونها إلا من خلال قنواتهم الكئيبة، بما فيها قناة الجزيرة، والدماء التى تسيل كل يوم منذ تسلم رئيسهم السلطة تصيب أعينهم بالعمى، فلا يرون لونها، والأزمات الاقتصادية لا يدرون عنها شيئًا، والفوضى والانفلات الأمنى وإضراب الشرطة لا يسمعون بها.
الإخوان صم بكم عمى، ولا يصدقون إلا الصوت القادم من المقطم، وتعليمات المرشد الذى يوصيهم بالصبر كما صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على «الكفار»، على اعتبار أنهم يعيشون زمن الجاهلية فى مصر، ومن يعارضهم فهو من الأغيار الكفار، وبالتالى هم من سلالة الرسول والخلفاء!
الكذب السياسى والإنكار يتواصلان مع الإخوان فى كل زمان ومكان، حتى فى الولايات المتحدة الأمريكية التى يزورها حاليا القيادى الإخوانى خالد القزاز، سكرتير الرئيس مرسى للعلاقات الخارجية، وهو بالمناسبة ابن شقيق حسين القزاز، مستشار الرئيس، والذى يشغل منصب المستشار الاقتصادى لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، ووالده هو مجدى القزاز، مستشار وزير التعليم، يعنى «إخوان فى بعضهم»، ومع ذلك ينكرون سيناريو «الأخونة» فى مؤسسات الدولة. «الباشمهندس» خالد فى واشنطن بعيدا عما يدور فى مصر المحروسة يبشر بالأخبار المفرحة الواردة من صندوق النقد، ويعلن أن هناك خبرًا سارًا سيتم الإعلان عنه قريبًا بشأن قرض صندوق النقد الدولى الذى زاره فى مقره بالعاصمة الأمريكية، ويمارس هوايته الإخوانية فى إنكار حقيقة رفض الصندوق برنامج حكومة قنديل فى الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى للحصول على القرض. فالمسؤولون الذين من المفترض أن يكون «الباشمهندس» خالد القزاز قد التقى بهم هم أنفسهم الذين يرون أن البرنامج المصرى لا يحقق ما يطلبه الصندوق، وبالتالى فلتنسَ الحكومة المصرية حكاية القرض، لأن هناك صعوبة فى إتمام المفاوضات حوله.
الأدهى من ذلك تصريحات القزاز للجالية المصرية، والتى أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، والتى لم نعرف رد فعل أبناء الجالية عليها، وهى أن «الأوضاع فى مصر تتجه إلى الاستقرار، وأن الاستثمار فى مصر هو أحد الجوانب المبشرة»، فهل يحتاج القزاز ردًا على كلامه عن الاستقرار؟.. عمومًا لا أحد يصدق الإخوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة