ما الفارق بين بلطجة الإخوان فى 2011 والألتراس 2013؟ السؤال يبدو لى ولغيرى بأنه صدمة لأنه بصريح العبارة يضع الجرائم التى ارتكبت فى حق الوطن منذ خلع مبارك وحتى الآن فى كفة واحدة هى أنها من أعمال البلطجة ولا تمت بصلة بالثورة ولا حتى الانتفاضة فلا قطع الطرق من أعمال الثورة ولا نهب وحرق المؤسسات العامة والخاصة من أعمال الثوار، والحقيقة أننى ومنذ خروج المصريين على نظام مبارك الظالم والمستبد كنت أعتقد أننا سنعارض بشكل حضارى وأنه سيتم اجتثاث حكم الطاغوت مبارك وحزبه الفاسد بصورة يشهد لها العالم ولكن هذا لم يحدث.
ويبدو أن الصورة الوردية منذ انهيار نظام مبارك كانت مجرد وهم والدليل أن جماعة الإخوان المسلمين أول من استباح هدم السجون وتهريب أتباعهم منها بداية من رئيسهم حتى أعضاء حماس وحزب الله ليقدموا سيناريو فيلم «اقتحام السجون» ليحاول أهالى بورسعيد إعاده إنتاج هذا الفيلم فى 2013 لتهريب المتهمين فى «مذبحة استاد بورسعيد» ثم نجد الرئيس الذى هرب على يد ميليشيات حماس والإخوان يتهم أهالى بورسعيد بأنهم بلطجية لمجرد أنهم حاولوا تهريب ذويهم وهو ما فعله الإخوان معه، ولو صدق الرئيس مرسى فى وصفه لأهالى بورسعيد فإن هذا يعنى أن ما فعله الإخوان من اقتحام للسجون وحرق الأقسام والمبانى العامة هو نوع من البلطجة أيضا.
هذه هى جرائم التى ارتكبها الإخوان فى 2011 فماذا عن الجرائم التى ترتكب الآن من الألتراس والبلاك لوك وغيرهم من جماعات العنف الجدد الذين يسيرون على نفس النهج الإخوانى الذى لم يسقط نظاما بل أسقط دولة كاملة فى يد البلطجية وقطاع الدول لأن هيبة الدولة أهم من ثورتها والدولة الموحدة تحت حاكم ظالم أفضل من الدولة المفككة تحت حكام عادلين وهى قاعدة فقهية يعرفها أهل العلم ومن لا يعرف عليه بالرجوع إلى فتاوى ابن تيمية، ولكن وبعد سقوط مبارك تحولت الأمه إلى أمم ينهش لحمها كل فاسد أو طامع أو بلطجى أو من يستقوى على الوطن بأهله وعشيرته أو تنظيمه أو مجموعته سواء من الألتراس أو الإخوان ولهذا لم يكن غريبا أن تتشابه جرائم الألتراس 2013 مع جرائم الإخوان فى 2011 من حرق وقطع طرق وغيرها من الجرائم التى نعانى منها جميعا، فهل هناك فرق بين بلطجة الإخوان والألتراس؟ أعتقد أن الإجابة هى لا.