يجب أن نشكر الظروف والقضاء والقدر، والمصادفات السعيدة على استمرار حكومة الدكتور هشام قنديل، وألا نفرط فيها أو نستغنى عنها، بينما هى هدية يجب أن نتمسك بها ونعض عليها، حتى لو كانت تعض نفسها وتعض الشعب.
وقد أتحفنا المتحدث الرسمى باسم حكومة الدكتور هشام الثانى بإعلان أكد فيه أن الحكومة مستمرة إلى حين إجراء الانتخابات، وأنها تمارس عملها بشكل طبيعى، ولم يقل لنا شكل الممارسة التى تقوم بها الحكومة، وكيف أنها بشكل طبيعى. وهذه الطبيعية أثمرت بالفعل عن إنجازات هائلة، أبرزها طوابير السولار، وقطع الطرقات، وانهيار الأمن، وزيادة الاستثمارات فى الجريمة، وهى إنجازات لا تخفى على كل حصيف.
وطمأننا المتحدث الرسمى باسم الحكومة، مؤكدا أن كل ما يقال حول إقالة الحكومة مجرد تكهنات شخصية لا أساس لها من الصحة، وبهذا يزيح المتحدث أى غموض أو التباس حول مصير الحكومة المحبوبة التى يتمسك الشعب بها، ويطالب ببقائها، ولا ينام الليل من أجل أن يطمئن على استمرارها، وبقاء الوزراء الذين أحبهم من غير أن يعرف أسماءهم أو ملامحهم.
وكشف لنا وزير المالية أن أزمة السولار لا علاقة لها بمشاكل التمويل، وقال إنه تم تقديم دعم إضافى بقيمة 7 مليارات جنيه للهيئة العامة للبترول لدعم السولار، مقارنة بالعام المالى الماضى، وبالتالى فهى ليست مشكلة فلوس، لكنها بسبب زيادة تهريب السولار، وتطالب الحكومة المواطنين بالتصدى لهذه الظاهرة. وإذا سألت لماذا لا تتصدى الحكومة للمهربين وتعاقبهم، فلن تتلقى إجابة. ربما كانت الحكومة متفرغة لأعمال أخرى غير مواجهة الأزمات وحلها، ولهذا تكتفى بدعوة المواطنين لمواجهة التهريب، وبالمرة مواجهة الانفلات الأمنى وقطاع الطرق واللصوص، مع ترك انشغالاتهم وأعمالهم حتى يمنحوا الحكومة فرصة للبقاء أطول فترة ممكنة، ومتابعة أمور الانتخابات، مع ما تيسر من اتهامات لقوى بتعطيل العملية السياسية، وعرقلة الخطوات الديمقراطية. والحكومة مع أنها لا علاقة لها بالانتخابات، فإنها تواصل مساعيها المشكورة من أجل الانتخابات، بينما تتقاعس عن أداء دورها التنفيذى الذى هو من صميم عملها. ومازلنا نستمتع مع حكومة الدكتور هشام الثانى، ونواصل جنى ثمار نجاحاتها حتى الانتخابات، وربما بعدها، حتى لو كانت لم تحقق أى نجاحات تذكر فى النظافة، أو الأمن، ولا حتى فى الصرف، فهى حكومة غير قابلة للمناقشة، حتى لو كانت غير قابلة للصرف، مع انخفاض قيمة صرف الجنيه، وانسداد الصرف الصحى، لكنها مع كل هذا مستمرة ومنتشرة ومتوغلة حتى الانتخابات، من أجل دعم العملية الديمقراطية بالوعود الانتخابية، إمعانا فى الحياد المتوازى نحو البقاء فى المكان. وإذا سأل المواطن عما فعلته الحكومة الناجحة فى مواجهة أزمة السولار فلن يتلقى أى إجابة.. طيب ماذا فعلت فى الأمن أو النظافة؟، لن يجد إجابة، لكنه سيتلقى المزيد من التصريحات، والوعود، والجولات الميدانية، وإعادة افتتاح مشروعات سبق افتتاحها، والإعلان عن إنجازات سبق إنجازها.
هى بالفعل حكومة غير قابلة للنقاش أو الصرف، لكنها ربما تكون قابلة للطى والمد والثنى والمشى فى المكان.