فى نوفمبر عام 2009 طرح الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل مبادرة سياسية للخروج من الأزمة السياسية فى عهد مبارك. كانت مصر على فوهة الانفجار السياسى والاجتماعى والسلطة تتجاهل حالة الفوران والغضب.
اقترح الأستاذ هيكل وقتها مجلس أمناء يضم 12 شخصية منها الدكتور محمد البرادعى، والدكتور أحمد زويل، والدكتور مجدى يعقوب، والسيد عمرو موسى، ومدير المخابرات المصرية وقتها اللواء عمر سليمان، وممثل عن المؤسسة العسكرية، وغيرهم، لوضع دستور جديد وتنظيم استفتاء عام وعقد اجتماعى جديد كخطوة لإعادة بناء الدولة المصرية عبر مرحلة انتقالية لمدة 3 سنوات يديرها مجلس أمناء الدولة والدستور يتولى «مد جسر نحو مستقبل تتسلم فيه الطاقات الشبابية قيادة البلاد». مبادرة الأستاذ هيكل فى هذا الوقت والظروف الصعبة التى تمر بها مصر كانت بمثابة نداء إلى مبارك لتقديم خدمة أخيرة لمصر. لم يستمع النظام إلى النداء والنصيحة وهاجمت رموزه المبادرة وسخرت أقلام الكتبة فى الصحف الحكومية والموالية للهجوم على الرجل والاستخفاف بمبادرته، واستمر النظام فى عناده والسير فى طريق النهاية التى لم تتأخر كثيرا بعد مبادرة هيكل. الأستاذ يعود من جديد بذات الدوافع الوطنية المخلصة لطرح أفكاره للخروج من الأزمة السياسية الراهنة وإنهاء القطيعة بين المعارضة والرئيس مرسى ممثل السلطة الجديدة فى مصر والتى أدت إلى حالة الانقسام الحاد فى المجتمع. فكرة تشكيل مجموعة من الحكماء التى اقترحها الأستاذ هيكل فى حواره مع الإعلامية المتميزة لميس الحديدى كنواة لمكتب اتصال لمد جسور الحوار بين الرئيس والمعارضه جديرة بالاهتمام، لأن استمرار الوضع الحالى بعناد الرئاسة واستئثارها بالسلطة وارتباكها فى إدارة شؤون البلاد، وعدم الثقة من المعارضة فى جدوى الدعوات المتكررة للحوار وتمسكها بشروطها ومطالبها يضع البلاد مرة أخرى على حافة هاوية سياسية جديدة ومستقبل مجهول الهوية. الرئيس مرسى وجماعته عليهم ألا يسدوا آذانهم عن المبادرات والأفكار المطروحة قبل فوات الأوان حتى لا تكون فكرة واقتراح الأستاذ هيكل «نداء أخير» لا يستجاب له قبل النهاية التى لا نتمناها.