محمد الدسوقى رشدى

المهارة الرئاسية فى سرقة الثورة

الأحد، 17 مارس 2013 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفعل المخدرات كل شىء.. تدفعك للجنون.. للسرقة.. للكذب.. الغرق فى بحر التوهان.. وأحيانا قد تدفعك للقتل.. وحتى صباح الأمس كان كل ظن أهل العلم والخبرة أن المخدرات وحدها هى القادرة على ذلك.. ولكن زيارة الرئيس محمد مرسى لمعسكر الأمن المركزى وكلمته للجنود والضباط ثم تصريحات القيادات الأمنية بعد ذلك قلب كل الموازيين العلمية، وأثبتت أن هناك أشياء أخرى غير المخدرات قادرة على أن تصيب الإنسان بالتوهان والهذيان وتدفعه للتدليس والتزوير والكذب.

السلطة ياصديقى تفعل ذلك وأكثر.. «سرها باتع» وتأثيرها أقوى من الترامادول وبراشيم الصراصير ولفائف البانجو والحشيش، تدفع أصحابها لصناعة أوهام وأكاذيب أخطر وأكثر فجراً –بضم الفاء- من تلك التى يصنعها متعاطو الترامادول أو البانجو.

المخدرات بصراصيرها ولفائفها المحشوة بالبانجو أو الحشيش أو حتى «هرويينها» و»أفيونها» لا تجرؤ على أن تدفع أى مواطن مصرى للخطابة فى الناس وإخبارهم بأن جنود وضباط الأمن المركزى شاركوا فى صناعة ثورة 25 يناير وحمايتها.. ولكن السلطة بخمرها وغرورها والحرص على عدم زوالها والشهوة فى تعظيمها ومد أجل طغيانها نجحت فى أن تدفع أحدهم لفعل ذلك.. هل تتخيل؟.

لا تتخيل.. سأحمل عن عقلك هذا الجهد وأنقل لك بعضا من كلمات الرئيس محمد مرسى أمام جنود الأمن المركزى الذين ذهب إليهم بنفسه ليصلى معهم الجمعة ويدعمهم ويدعم مطالبهم فى استخدام القوة والحصول على التسليح الكامل لمواجهة المظاهرات.. رغم أن أهل بورسعيد الذين ظلمهم وقمعهم بجنوده وأجهزته الأمنية كانوا أولى بمثل هذه الزيارة.

المهم وقف الرئيس أمام جنود معسكر الأمن المركزى وبات واضحا عليه أن أرض الدولة الأمنية قد ابتلعته تماما، وقال الكلام التالى: (هذا عبورنا الثالث، فلقد كان العبور الأول والشرطة جزءا منه، وهو عبور أكتوبر 1973، وكان العبور الثانى والشرطة فى القلب منه أيضاً هو 25 يناير 2011. وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون 25 يناير هو أيضاً عيد الشرطة وذكرى ما ضحت به الشرطة ضد الاستعمار وضد المحتل تزامنا حميداً يدل على أن الشرطة المصرية هى الحامى الأول للوطن والشعب والثورة، ثم العبور الثالث ما بعد الانتخابات الرئاسية، ما بعد التوجه إلى الاستقرار، وها نحن نمر بهذه المرحلة وأقول أنتم فى القلب منها والحراس لها، «شوفتوا» السلطة بتعمل فى الناس إيه ؟!

ولأن الإسلام علمنا أن نلتمس لإخواننا الأعذار، من الممكن أن ألتمس للرئيس مرسى العديد من الأعذار.. أولها أن الدكتور محمد مرسى كان فى أيام الثورة مثله مثل أعضاء مكتب الإرشاد مترددا فى اتخاذ قرار المشاركة فى أحداث 25 يناير وله فيديو بالصوت والصورة يصرخ فيه قائلاً: «الإخوان ليسوا دعاة ثورة وأى ثورة ستقوم فى مصر ستكون من صنع الصهاينة»، وبالتالى يمكن إدراك أن رجلاً مثله لم يشارك فى ثورة 25 يناير من المؤكد أنه لم ير جنود الأمن المركزى وضباط الداخلية وهم يقتلون الشهداء ويطحنون المتظاهرين ضربا بالعصا والقنابل والخرطوش ودهسا بالمدرعات، فيصبح من الطبيعى أن تتقبل كلماته عن أن الشرطة فى القلب وشاركت فى حماية الثورة؟.. ولكن أى صنف مهدئات يمكن أن تتعاطاه لينقذ وضعك الصحى من الانفعال الزائد، وأنت ترى رئيسك الذى صعد إلى الكرسى على أكتاف الثورة، وهو يسرق ثورتك وحلمك وينسبها إلى هؤلاء الذين قتلوا زملاء ميدانك.. وكانوا على بعد خطوة من قتلك لولا نعمة ربك بوجود رجال حولك ليسوا كالدكتور مرسى ورفاقه كانوا فى 24 يناير أكثر خوفاً من الإعلان بصراحة عن المشاركة فى الثورة!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة