بإعلان فوز الزميل ضياء رشوان بمنصب نقيب الصحفيين نطوى صفحة قاتمة فى تاريخ نقابتنا، صنعها ذلك المحسوب ظلما على الصحافة المسمى بممدوح الولى. وبانتخاب «رشوان» أيضا ينتهى عهد الإخوان فى النقابة إلى الأبد، ليصبح ممدوح الولى أول وآخر نقيب إخوانى لنقابة الرأى الأولى فى العالم العربى.
الآن وضعت الانتخابات أوزارها، وعادت نقابتنا إلينا مرة أخرى، وهذا لا يعنى أبدا أننا منحنا الزميل «ضياء رشوان» صكا لملكية النقابة، أو أننا منحناه شيكا على بياض، بل يعنى أننا انتخبنا زميلا له تاريخ مهنى ونقابى وبحثى أهّله ليكون ممثلا حقيقيا للصحفيين، لا تابعا لجماعة متجبرة متكبرة حمقاء لا تعرف من معانى السلطة إلا الاستيلاء، ولا تتفهم لغة أحد لم يكن راضعا من «ثدى الجماعة».
فلنكتب الآن فى تاريخ النقابة أنه حينما تولى أمرها تابع للجماعة أصبحت النقابة فى ذيل نقابات العالم، وأن كرامة الصحفى وحقوقه أصبحت فى أدنى مستوياتها، ونحفظ جيدا تاريخ هذا الرجل الذى لوث سمعة النقابة، وجعلها مطية طيعة فى يد حفنة تجار الدين التى تحكمنا، ويكفيه ذلا مهنيا وعارا صحفيا أنه كان أحد أعضاء اللجنة الإخوانية التى كتبت ذلك الدستور المشوه الذى سمح بإغلاق الصحف، وحبس الصحفيين، وإذلال المهنة. يكفيه أيضا أنه حينما سب المرشد مهنتنا، وحط من شأن رجالها انبرى مدافعا عن المرشد بدلا من أن يتحمل مسؤوليته المفترضة فى الدفاع عن المهنة ورجالها، فحينما قال المرشد إن الإعلاميين هم سحرة فرعون، لم يدافع النقيب عن نقابته، ولم تأخذه الحمية المهنية لمن صنعوا له تاريخا صار أسود بأفعاله المشينة، لكنه دافع وقتها عن المرشد، واتهم زملاءه كذبا بتحريف كلام المرشد، رغم أن كلمته كانت مسجلة بالصوت والصورة، وهو ما دفع المرشد بعد ذلك إلى الاعتذار للصحفيين والإعلاميين على الهواء مباشرة فى المؤتمر الصحفى الذى أعلنت فيه الجماعة ترشيحها خيرت الشاطر للرئاسة.
وليكتب التاريخ أيضا أنه فى عهد «مأمور مكتب الإرشاد» ممدوح الولى خسرت مصر مكانتها فى الصحافة العربية، ودخلت إلى أسوأ مراحلها التاريخية، كما خسرت مقعدها فى رئاسة اتحاد الصحفيين العرب الذى أنشأته فى ستينيات القرن الماضى، وظلت على رأسه حتى أتانا ذلك الإخوانى فخسرنا مكاننا ومكانتنا من أجل عيون مكتب إرشاده ومرشده ورئيسه، وليكتب التاريخ أيضا أن نقابتنا التى كان الجميع يتشدق بأنها من أغنى نقابات مصر صارت «تشحت» من الجرائد لأن ميزانيتها لم تستطع أن تتحمل تكاليف إقامة الانتخابات.
وليكتب التاريخ أيضا أنه قبض الثمن وأصبح رئيسا لمجلس إدارة كبرى الصحف القومية دون وجه حق، لا لشىء سوى أنه سمع كلام المرشد الذى يرأس رئيس مجلس الشورى، فتمت مكافأته على خذلانه لأبناء مهنته برشوة سياسية هى رئاسة مجلس إدارة الأهرام، فى تطبيق عملى واقعى للمثل القائل «اللى اختشوا ماتوا».
وليكتب التاريخ أيضا أن ممدوح الولى لم يستطع أن يحقق بندا واحدا مما وعد به أثناء الانتخابات، فلم يضع حجرا فى مدينة الصحفيين، ولم يفِ بوعده الخاص بتخصيص أراض لأبناء النقابة، كما أنه ترك ميزانية النقابة «صفر»، ومن أجل هذا فإننى أطالب مجلس النقابة الجديد بأن يفتتح عهده بعمل كشف حساب للنقيب البائد، حتى يكون عبرة للنقباء اللاحقين، وعلى رأسهم نقيبنا الجديد.