كمال حبيب

تحالف الأمة.. أسئلة وملاحظات

الإثنين، 18 مارس 2013 09:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لفت انتباهى فى المؤتمر الصحفى الذى أعلن عن انطلاق تحالف الأمة غياب أحزاب مهمة تنتمى لنفس الخط الفكرى والسياسى للتحالف، فقد غاب حزب الوطن كما غاب حزب البناء والتنمية، الأسئلة الرئيسية حول التحالف الجديد هى من يقود هذا التحالف؟ من الواضح أنه حزب الراية فقد كان «الأمة» الاسم المقترح من قبل لحزب أبوإسماعيل، وحزب الراية يمكن القول بأنه حزب شخصى أو كاريزمى يستند إلى قوة الحضور الشعبى الذى يتمتع به حازم صلاح أبوإسماعيل، حتى الآن لم أر برنامجا للحزب، كما لم نر هيكلا للحزب، فلا نعرف من هو نائب رئيس الحزب ولا من فى مكتبه السياسى أو التنفيذى، ولا نعرف حتى هل تقدم الحزب بأوراقه للجنة الأحزاب وتم اعتماده أم لا؟ وهل هناك لائحة تنظم عمل الحزب أم لا؟ هناك غموض حول المؤسسية داخل الحزب، وهو ما يحمل بذور مشكلات فى المستقبل، لأن الكاريزما قد تشكل نواة لحزب لكنها لا تضمن الاستمرار له خاصة أن الكاريزما المتعالية على الواقع ستواجه بمشاكل وتقدم آراءً أقل جاذبية للجماهير السائلة المتعطشة لخطاب يدغدغ مشاعرها ويمتص إحباطاتها ويتجاوب مع سقف توقعاتها المتصاعد إلى السماء. وقد بدا ذلك واضحا بسرعة أكبر مما كنا نتوقع، فقد تحدث أبوإسماعيل عن الليبرالية وأنه لا تعارض بين الإسلام والليبرالية باعتبارها حرية الأفراد الشخصية على مستوى المجال الخاص فيما يتعلق بالمتاع الشخصى أو المنزل أو مكان الإقامة الخاص، وهنا سنجد أن قطاعا مهما ممن يؤيد حزب الراية ويتحمس له سيندفع نحو طرح الأسئلة والشكوك حول قدرة الحزب وزعيمه، على التعبير، عن تطلعاته. الأحزاب التى أحاطت بحازم فى إطلاق تحالف الأمة أثارت أسئلة وجدلا بين الجمهور المؤيد لحزب الراية وهو جدل قد خرج للعلن مثل حزب العمل الجديد المعروف بعلاقاته الوثيقة بإيران، وجمهور حازم يعرف أن إيران هى الشيعة وأن إيران هى من تدعم النظام السورى المجرم، وإجابات حزب العمل القديمة حول التحالف السياسى مع إيران لم تعد صالحة اليوم فى تقديرنا وهى تدعم بكل قوة نظاما يقتل شعبه ويهجره ويطلق عليه صواريخ سكود ويرتكب أبشع الجرائم الإنسانية، وهنا سيكون حزب العمل الجديد عبئا على حزب الراية فمنطلقاته السياسية مختلفة جذريا عن المنطلقات التى يمثلها جمهور حازم وحزبه، وفى السياسة نعلم أن التحالف الكبير مهم، بيد أن بقية الأحزاب المتحالفة مع حزب الراية ليس لديها القناعة الكافية بسبب ما تعتبره كاريزما زائدة لحازم مثل رئيس حزب التغيير والتنمية باسم خفاجى، كما أن الحديث عن كوتة داخل التحالف لأحزاب صغيرة وهامشية مثل الفضيلة جعل أحزابا كبيرة مثل الوطن والبناء والتنمية يغادرون التحالف لبناء تحالفات أخرى أكثر واقعية وجدية. بالطبع هناك أحزاب تحاول أن يكون لها مكان فى الساحة السياسية مثل حزب الشعب وهو تحت التأسيس وحزب الإصلاح وهو قد تأسس ومن ثم فقد رأت فى التحالف فرصة للحركة والتواجد، بينما قدرة هذه الأحزاب على أن تكون إضافة للتحالف هى موضع تساؤل. الحدث الذى خرج به تحالف الأمة كان إعلاميا بامتياز، بيد أن الإعلام لن يصنع الظاهرة ولكنها يتابعها، ومن ثم فالجهد الأكبر للتحالف يجب أن يتجه للواقع والتواصل مع الجمهور فى الدلتا والصعيد وفى سيناء ومطروح.
يبدو تحالف حزب الوطن والبناء والتنمية أكثر واقعية فهو يتحرك باتجاه بناء جسور مع القوى السياسية الأخرى برؤية سياسية متجاوزة لصالح الأمة المصرية كلها، فهم يتواصلون مع حزب الوسط وحزب غد الثورة لبناء رؤية حول الخروج من حالة الاستقطاب السياسى الحاد فى المجتمع. ربما يكون التساؤل أى أمة؟ الأمة المصرية هى التى يجب أن يكون التحالف قادرا على التعبير عنها، وهذا هو مفتاح نجاحه أو إخفاقه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة