ياه.. الحمد لله.. أخيراً يمكن أن نستخدم كلمة «ربيع» فى شىء يفرح.. بعدما عزت الفرحة بعد الربيع المصرى والعربى.. ولم نجدها ولو بأغلى الأثمان!
أخيراً، خرج علينا ربيع ياسين ومعه شباب مصر، ليعلن وصولنا للمونديال الشبابى بجهد أولاد البلد.. وبإخلاص المدرب ربيع ياسين، الذى حفر فى الصخر قبل مونديال أفريقيا، ليزرع لنا أحلى زهور فى ربيع تستحقه المحروسة.
حقق أولاد مصر وربيع ياسين انتصارين على غانا والجزائر ليصل الفريق إلى المونديال، بدون ضجيج، ولا خناق، ولا صياح.
الأندية لم تكن حاضرة لمساعدة المنتخب، لدرجة أن المدير الفنى كان يقضى معظم أوقاته زائراً للمديرين الفنيين، فربما يقنع واحدا منهم أو أكثر بأن يعطى له «حصة» من اللاعبين المختارين ضمن المنتخب الشاب، لدرجة أن بعض الأندية كانت تحتفظ باللاعبين ولا نجدهم فى قائمة المباريات.. تخيلوا!!
حدث كل هذا ولم يزعج ربيع ياسين أحدا، بل لم يقدّر البلا قبل وقوعه، ولم يدخل علينا رافعاً راية: على أد فلوسكم.. أقصد لاعبيكم!
أيضاً.. خزانة الجبلاية لم تفتح ذراعيها لمنتخب الشباب لأسباب العثرة المالية التى تحيط كل شىء فى المحروسة.
ربيع درب أولاده.. الرجالة بجد على ركوب الصعب.. طبعاً، هناك رحلات بالأتوبيس للعب مباريات فى الصعيد، بعيداً عن التكييف والخمس نجوم!
ربيع ياسين، قال لى ذات مرة: لن أستسلم.. بلدنا محتاجة فرحة.. والشباب لازم يعرف كويس أن بلده محتاجاه!
مش بس كده.. كان باقى الجمل التى قالها ربيع تشير إلى أنه أراد أن يعى نجوم المستقبل الكروى المصرى حقيقة الأوضاع فى مصر من خلال جولات المنتخب، بل يعيشون بين أهاليهم فى المحافظات، ليعرفوا أن عودتهم بالفرحة ستسكن آلاماً كثيرة.
ربيع ياسين، لم يذهب بعيداً حين قال: أيضاً يمكن أن يرى الشباب أن فضل الله والوطن عليهم كبير، فكرة القدم مستقبل ودخل لا بأس به.. وهى وظيفة يمولها كل المصريين، ولا يطالبون النجوم بتحديد الحد الأدنى للدخل، فقط يطالبونهم بالفرحة.. ياه.. فرحة ثمنها طيب ومدفوع من جيوب المصريين بكل رضا.
نجح ربيع ياسين منذ ضربة البداية، ليس فقط، لأنه فاز بالمباراة الأولى، وحتى الثانية، لكن لأننا رأينا فى الملعب شبابنا فى منتهى الرجولة.. والصمود، وأيضاً تقديم كل ما يمكن من جهد.. ولن أذهب بعيداً لو قلت.. إن كرة القدم الشجاعة، حلت بديلاً لانتصارات بكرة لا تسر عدو.. ولا حبيب، يكون نتيجتها أننا نظهر أضعف ما فى المصريين من خوف على المستقبل، بدلاً من بذل الجهد للحفاظ على المكاسب.
مبروك.. الآن يمكن أن نفرح بـ«ربيع» مصرى حقيقى بدون إزعاج خالص.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة