السبت:
- كانت خطبة الوداع هى آخر ما خطب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى حشد كبير من المسلمين، فقد قدره البعض بمائة وأربع وأربعين ألفا من المسلمين، حين قال «اسمعوا منى فمن يدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا»، وقال خطبته الشهيرة، ثم بعد أيام قليلة بدأ المرض يدب فى جسده الكريم، فكان آخر ما أراد أن يذكّر به المسلمين، فقال «الصلاة الصلاة.. النساء النساء» ثم كانت رقدته الأخيرة والغياب، أى أن محمدا، صلى الله عليه وسلم، أراد أن تكون آخر وصاياه للمسلمين هى وصيته لهم بالحرص على الصلاة، والاهتمام والحرص على النساء.. ذاك هو الرسول الخاتم الذى ساوى فى وصيته بين الصلاة والشكر للخالق، والحفاظ على النساء وحسن معاملتهن والاهتمام بهن.
نعم مات الرسول، وانتقل إلى جوار ربه وترك وراءه أتباعاً بعضهم عز الإسلام ورسوله، وبعضهم آذى الإسلام وسيرة رسوله، وما حدث من حادثة فى الأسبوع الماضى أمام مكتب إرشاد الإخوان من لطم سيدة دون ذنب أو جريرة إلا أنها تختلف سياسياً مع الإخوان، يعد عملاً من أناس تؤذى الإسلام وسيرة رسوله. ومن العجب أن يطلقوا على أنفسهم إخوانا ومسلمين، ووالله ما هم بإخوان لأحد، ولا هم بمسلمين مسالمين.
ولا يحدثنى أحد هنا عن خلاف سياسى، ولكن ليحدثنى عن صورة رجل عريض المنكبين يلطم امرأة لا يعرفها، فيطرحها أرضاً، وربما يذهب بعدها ليتوضأ ويصلى فى المسجد، وهو يظن أنه من الإخوان ومن المسلمين، ووالله ما هو من الإخوان ولا المسلمين الذين وصاهم رسولهم بالصلاة والنساء فتذكر فصلى، ونسى فلطم النساء!
الأحد:
- كنا منذ سنوات دولة دون الدول، توجد بها جريمة لم يعرفها البشر من قبل، وهى سرقة قضبان القطار، فكل الدول تعرف سرقة ركاب القطار، لكن أن يسرق أحد قضبان القطار نفسه تلك جريمة سيكتبها التاريخ باسم المصريين.
لكن يبدو أن التاريخ لن يكف عن أن يكتب باسم مصر وأهلها بعض الجرائم المتفردة فى السرقة، فمنذ أن اختفى تمثال طه حسين، وتداول البعض أن اختفاءه ربما راجع لبعض المتطرفين الذين يحرمون التماثيل، بينما أنا كنت على ثقة بأن سرقة التمثال لا علاقة لها بتطرف أو فكر، ولكن هى سرقة من النوع المتفرد به المصريون، وها هو سرقة سيف تمثال سيمون بوليفار تلحق بسرقة تمثال طه حسين، وتلحق بها أو ربما تسبقها سرقة أجزاء من كوبرى قصر النيل الأثرى، تؤكد أن المثل الذى يقول «يسرق الكحل من العين» ينطبق للأسف على اللصوص المصريين، فهل هناك ما هو أكثر من التاريخ تكتحل به عين الأمم، وها هم يسرقون الكحل من عيوننا والتماثيل والآثار من أماكنها، ألا شُلت أيديهم!
الاثنين:
- الرئيس مرسى يخطب فى باكستان بعد حصوله على الدكتوراة الفخرية فى الفلسفة، ولا أعرف لمَ تم اختيار الفلسفة بالتحديد ليتم منح الدكتور مرسى دكتوراة فخرية فيها؟، ولكن على كل حال هذا ما قررته الجامعة الباكستانية، ولا يصح رد الهدية حتى لو لم تناسب صاحبها، ومالنا والدكتوراة، لكن المشكلة فى الخطبة التالية لمنح الدكتوراة، والتى حفلت بكوارث معلوماتية عن علماء المسلمين العرب الذين أثروا البشرية بعلمهم، وهى معلومات متوفرة على جوجل وويكيبديا سهل الحصول عليها، ولا تحتاج إلا لكبسة زر، ورغم ذلك فقد أخطأ الدكتور مرسى فى كل المعلومات التى قالها بداية من ابن الهيثم الذى جعله طبيبا، وهو عالم فى الهندسة والبصريات، وقد فند هذه الأخطاء الدكتور يوسف زيدان منذ أيام.
لكن الأزمة الكارثية بالنسبة لى ولأى متابع لا يجب أن تكون فى الخطأ المعلوماتى عن ابن الهيثم أو ابن النفيس، لكن المصيبة أنها مؤشر كارثى للمحيطين بالدكتور مرسى، ولأسلوب تفكيرهم، فإن كانوا غير قادرين على التدقيق فى معلومات متوفرة للقاصى والدانى لكى يذكرها الرجل فى خطاب رسمى أمام العالم، فكيف بهم يساعدونه فى إدارة دولة بحجم ومشاكل مصر، حتى لو كانت بحجم الفاتيكان، فإنهم غالبا سيغرقونه ويغرقون الدولة معهم!
الثلاثاء:
- القبض على جمال صابر، منسق حملة لازم حازم، بعد أن كادت شبرا تتحول إلى منطقة حرب طائفية، ومازال ابنه هاربا بعد اتهامه بقتل رجل، وتحويل «عركة» إلى مشكلة طائفية فى منطقة ملتهبة من جسم الأمة. حازم أبوإسماعيل وكل من يناصره للأسف صاروا ورماً فى جسد مصر التى حفل جسدها بالأورام، ولكن كل الأورام تهون أمام حالة تستدعى الحرب الطائفية من أجل عركة واد «فلتان» من عيال أبوإسماعيل. يا أيها السيد أبوإسماعيل لِم أبناءك فمصر فيها ما يكفيها من أبناء سوء!
الأربعاء والخميس والجمعة.. استرها يارب.