عصام شلتوت

أغنياء الثورات.. أخطر من خناقة الأيديولوجيات

السبت، 23 مارس 2013 02:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخطر ما يحدث فى الشارع المصرى الآن.. هو هجمة من أصحاب الأفكار التى تماثل ما يرصده التاريخ عن أغنياء الحرب.. هناك مجموعات.. وأفراد تستغل كل ما يحدث لعقد صفقات أرباحها متوحشة من خلال حالة الركود والكساد التى يمر بها اقتصاد البلاد.. وظروف العباد.

أغنياء الثورات بعد بحث وتدقيق ليسوا المتصارعين على الوثوب للحكم، بل هم فصائل أخرى تستغل فراغا.. أو بعض الفراغ فى أغلب المؤسسات فى دولة الثورة.. للانتفاع بكل ما يمكن أن يسمى صفقات سوداء تشبه «السوق السوداء» تماماً!

من يبنون على أراضى الدولة.. ووضع اليد غير المسبوق، ومن يخطفون التيار الكهربى، ويعبثون بالماء من وراء ظهر الرقابة الغائبة بنسبة كبيرة هم يربحون بشكل يغيظ.

من يسرقون الكابلات.. والقضبان.. وأى شىء تصل أيديهم إليه.. هذه الأعداد المهولة من سرقات السيارات ونهب خزائن بعض المحلات والشركات.. هم أيضاً خطرون.

من يستمرئون خرق قواعد الالترزام بالشرعية فى تراخيص المبانى، هم على حد سواء مع تجار «الخزين».. الذين يسحبون البضائع من الأسواق لتخزينها ثم بيعها بأعلى سعر.. هم أيضاً يخزنون دماء الشعب ويستنزفون أمواله.

أم المصائب هى السلع «المضروبة».. صناعة تحت السلم.. التى تعنى خلط المال بصحة المصريين، وتعطيهم دخلاً أسود بالمليارات.. ومع هذا لا يشعرون بأى وازع من ضمير، خاصة ضاربى الأدوية.. وألبان الأطفال.
يحدث كل هذا بعيداً عن الرقابة الشعبية، ولا أدرى لماذا لا يغضب المصريون، خاصة أن هناك كثرا يعرفون منابع تلك التجارات المحرمة!
نعم.. هى معلومة للبعض، كل فى الحيز المكانى.. فهل إلى هذا الحد لم نعد قادرين على مواجهة هكذا مخاطر؟!

لماذا يصمت المصريون، بينما يمكنهم التصدى لهذه الأفعال، ولو برفضها.. ولو بالتضييق على صناعها ومروجيها من ناحية، ومن ناحية أخرى يمكننا أيضاً أن نبلغ السلطات عن الأماكن ونطلب «السرية» خشية بلطجة أغنياء الثورات، وهذا ليس ببعيد، لكن الصمت لن يجر لنا إلا مزيدا من السماح بالعبث فى مقدراتنا وأرزاق تجار الحلال، ويعصف بأى دخل أو أمل للمصريين، حتى تخرج مصر من نفق السياسة المظلم.

بكل تأكيد إذا كان صراع الأيديولوجيات والأحزاب السياسية بحلوه ومره، يوقف حتى الآن مسيرة الإنتاج، ويعطل انطلاق الاقتصاد المصري.. لكنه ربما صراع محتدم حتى يختار المصريون طريقة الحكم اللائقة بمصر بعد ثورة 25 يناير الرائعة.. وشعارها.. عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.

لكن ما معنى ترك الحبل على الغارب فى أيدى أغنياء الثورات لشنق كل الأحلام.. إنهم الأخطر الآن على البلاد والعباد، هم الأكثر قدرة على إزهاق أرواح المصريين، والمتاجرة بصحتهم وعافيتهم وأرزاقهم، فهل يمكن أن يركز المواطن المصرى على دوره الرقابى ولا يترك حقه وماله وصحته وأولاده - إن وجد- كسلعة يتاجر بها أغنياء الثورات؟؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة