محمد الدسوقى رشدى

أهل الفرحة بدماء مكتب الإرشاد

الأحد، 24 مارس 2013 11:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت من هؤلاء الذين أغواهم الدم، وزارتهم الفرحة أثناء مشاهدة الاقتتال الأهلى بين المصريين فى شوارع المقطم، إذا كنت أحد الفرحين أو المحرضين أو المتفقين على أن الدم المصرى رخيص، سواء كان إخوانيا أو ليبراليا أو يساريا، أو فى شرايين أحد سكان العشوائيات..

إذا كنت واحدا من هؤلاء الذين اندفعوا بحثا عن تبرير لفشل الإخوان، والاستعراضات العسكرية المستفزة أمام مكتب الإرشاد، أو بحثا عن تبرير لاستخدام المتظاهرين المولوتوف، وسحل مواطن وحرقه بتهمة الانتماء للإخوان..

إذا كنت الرئيس، ووصل الأمر فى دولتك إلى حد استباحة الدم الحرام، وإذا كنت من أهل المعارضة، ووصل بك الأمر لتمنى الاقتتال والاشتباك من أجل خلاص سريع من السلطة، وإذا كنت من أعضاء مكتب الإرشاد وتؤمن بأن التضحية بشباب الجماعة أمر طبيعى فى سبيل الحفاظ على السلطة.. إذا كنت واحدا من هؤلاء ياسيدى فلك الحق أن تفرح بالوصول إلى مبتغاك على جثة الوطن التى أصبحت مليون قطعة بسبب تشريحكم ونهشكم المستمر فى لحمها..

أنت طبعا سمعت أو قرأت أو أفزعك أحدهم بأى كلام عن تلك الخطة التى اجتمع عدد من الأشرار داخل قبو مظلم يشربون الكثير من النبيذ، ويقهقهون وترتفع وتنعقد حواجبهم الكثيفة، وهم يضعون الخطة الشريرة لتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات.. نوبية فى الجنوب، وأخرى مسيحية فى الصعيد، وثالثة إسلامية فى شرق البلاد، لكن الواقع يفرض علينا خطة أخرى للتقسيم أكثر مصداقية وتحققا على أرض الواقع من تلك التى يتم الترويج لها من أجل ترويع الناس من الثورة والتظاهر..

خطة التقسيم التى تبدو جنينا مشوها خرج من بطن نظرية المؤامرة موجودة فعلا، وتحدث بشكل منظم، ولكن ليس كما تم تحفيظها لشباب الإخوان، أو مقدمى الفضائيات، أو غيرهم. خطة التقسيم الحقيقية التى يتم تنفيذها الآن تتعلق بتقسيم المصريين وليس مصر، تقسيمنا إلى إخوان وغير إخوان، مؤمنين وكفار، أعداء للمشروع الإسلامى وأنصار للمشروع الإسلامى..

هم يسعون ويبدو أنهم نجحوا فى تقسيمنا نحن إلى ثلاث دويلات، الأولى تضم الخائفين.. هؤلاء الذين نجحوا فى إخافتهم من البلطجة والانفلات الأمنى والجوع القادم، فخرجوا ينادون بأنه «كفاية مظاهرات»، ولنجلس فى بيوتنا، وندع أهل الحكم يتصرفون. والثانية دولة أصحاب المصالح.. هؤلاء المتحولون الذين أغرتهم المكاسب السريعة، فتركوا مواقعهم فوق الجبل، وهرولوا نحو الغنائم. أما الدولة الثالثة فهى للمحبطين.. هؤلاء الحالمون المحاصرون بالاتهامات، والمصطلحات الشهيرة «مافيش فايدة»، و«ليس فى الإمكان أبدع مما كان»، و«الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية والصبر»، و«إنتم مستعجلين على إيه»، وغيرها من الكلمات التى أصبح استخدامها مكررا فى وسائل الإعلام، وعلى لسان السادة المسؤولين كلما وجدوا شبابا متحمسا أو جماعة أو تيارا سياسيا يضع خططا طموحة، ويطلب توقيتات زمنية، ووعودا صريحة بالتنفيذ. هذه هى الخطة الحقيقية لتقسيم مصر.. تقسيمها بشريا، وليس جغرافيا. وتقسيم البشر لو تعلمون أقسى وأخطر، لأن معه تبدأ حرب جديدة من الكراهية والتخوين، حرب بدأت نارها حينما جعلت كل فئة فى مصر لنفسها ميدانا هو الأطهر والأشرف من غيره. أصحاب المصالح فى مصطفى محمود أو النهضة أو جامعة القاهرة أو أمام مكتب الإرشاد، والخائفون فى روكسى وأمام المنصة، والمحبطون فى التحرير، ومن كل ميدان تنطلق مدافع الكراهية والتخوين واحتكار مصلحة وحب الوطن صوب الميدان الآخر، دون أن يعلم أحد أن تلك الدانات والقذائف تنزل على رأس الوطن بالخراب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة