فى تعليقه على الاشتباكات بين شباب الإخوان والمتظاهرين فى محيط مكتب الإرشاد، أطلق الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» تصريحا مستفزا كعادته، عندما أكد أن الاشتباكات لا تزعجه لأن «هؤلاء- يقصد المتظاهرين المعارضين لتجاوزات الإخوان - كناطح صخرة يوما ليوهنها فما أوهنها ولكن أعيا قرنه الوعل».
القيادى البارز بالجماعة وحزبها واصل استعراضه على تويتر - متباهيا بكلامه المكرر عن جهاد الجماعة وصمودها قائلا: لقد مر على اﻹخوان عهود ثلاثة ملوك «فؤاد وفاروق وأحمد فؤاد»، وأربعة رؤساء فى الجمهورية اﻷولى بعد القضاء على الملكية «نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك»، انتهى هؤﻻء جميعا وبقى اﻹخوان؛ دعوة ربانية إنسانية عالمية، وانتشرت فكرتها فى قارات الدنيا الست.
لن نكذب الأستاذ العريان فى استعراضه لتاريخ الجماعة وكأنها عابرة للرؤساء والملوك، أو كأنها حققت انتصارها النهائى على الطواغيت من الحكام غير المنتمين للجماعة على غرار ما صوره المفكر الأمريكى فرانسيس فوكوياما فى كتابه «نهاية التاريخ» من انتصار أمريكا النهائى على المعسكر الشرقى، ولن نناقشه فى تصويره جماعته وكأنها كيان خالد مقدس فوق الأوطان. نحن نسأل الأستاذ العريان فقط عن المتسبب فى الاشتباكات الأخيرة أمام مكتب الإرشاد، من الذى صفع الناشطة السياسية بقسوة ووحشية تتنافى مع تقاليدنا ونخوتنا؟ من سحل النشطاء المتظاهرين سلميا؟ من اعتدى بهمجية على الإعلاميين وكسر أقلامهم وكاميراتهم وعظامهم؟ من الذى هدد كل من يقترب من مكتب الإرشاد بالموت والحرق؟ من الذى هدد النشطاء الذين يكتبون شعاراتهم السياسية على الأسفلت بإجبارهم على لعق رسومهم بألسنتهم حتى محوها؟
ألا ترى يا أستاذ عصام أنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت؟ ألا ترى أن عموم الناس قد انقلبت على شعاراتكم وسياساتكم وعنفكم واستبدادكم وانبطاحكم تجاه تل أبيب وواشنطن وتجاهلكم لقضايا الأغلبية والتعامل مع البلد باعتباره غنيمة؟
ألا ترى يا أستاذ عصام أنكم أبعد ما يكون عن الرب والربانية؟
ألا ترى؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة