ناجح إبراهيم

رسالة مفتوحة لجبهة الإنقاذ

الثلاثاء، 26 مارس 2013 06:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنتم تريدون حقًا أن تقدموا نموذجًا حضاريًا للمعارضة.. فعليكم أن تتركوا العنف فورًا.. فكرًا وسلوكًا ومنهجًا وتطبيقًا.إذا كنتم تريدون أن يحترمَ الناس مشروعَكم وتحافظون على البقية الباقية من شعبيتكم.. فلا تُشركوا فى مظاهراتكم أى بلطجى أو أحد أطفال الشوارع.. وأخرجوا منها كل من يحمل حجرًا أو مولوتوفًا.وإذا اشترك معكم فاقبضوا عليه وسلموه للشرطة.. وسوف ترون الأثرَ الإيجابى لذلك.. عاجلاً غير آجل.إذا كنتم تريدون حقًا أن تقدموا نموذجًا ديمقراطيًا صحيحًا للشعب المصرى.. فقابلوا الشوكة بالوردة.. والسيئة بالحسنة.. والمنكر بالمعروف.. واعلموا أن أية قضية عادلة لكم سوف يُضيع العنفُ عدالتها.. فالعنف سيصْرفُ وجوهَ الناس عنكم.. وسوف يمزق صفكم وينفر عنكم ما اجتمع لكم من الأتباع.نحن لا ننكرُ دورَكم فى الثورة.. ولا ننكر دورَ كل من شاركَ فيها من غير الإسلاميين.. ونرجو فى المقابل ألا تنكروا أن الحركة الإسلامية هى التى دعمت الثورة ونصرتها وأعطتها قبلة الحياة.. فلا داعى لأن يُنكرَ بعضُنا فضلَ الآخر أو يجحدَ دوره.وإذا كان صندوق الانتخابات لم يأتِ بكم فإن الطريق الصحيح للوصول للناس ليس حرْقَ الأرض تحت أقدام الدكتور مرسى والإخوان المسلمين.. فقد يحترق الوطن كله معهم.. فلا يبقَى لنا وطن.. وحينها سيندمُ الجميع بلا استثناء.أعلمُ أن الحكومة فشلت فى تكوين جبهة وطنية عريضة تشاركُ الإسلاميين الحكم.. وتتحمل معهم النجاحَ والفشل.
ولكن أرجو ألا يحملنكم ذلك على الشطط فى العداوة أو الوصول إلى مرحلة العناد أو الغل السياسى.ولا تحملنكم كراهية الإخوان أن تظلموهم حقهم أو تعتدوا عليهم.. أو تحرقوا مقراتهم أو تحطموا مقرات حزبهم «الحرية والعدالة».تذكروا أنه لا يَحرقُ بالنار إلا الله.. وحرقُ الأماكن الخاصة والعامة والسيارات من أسوأ أنواع البدع التى أعقبت الثورة وهى مخالفة جسيمة لأحكام الشريعة الغراء.وقد بدأت هذه السَوْءة بحرق أقسام الشرطة.. مع أننا الذين أعدنا بناءَها من أموال دافعى الضرائب.. فقد كان يكفى تعطيلها عن عملها أثناء الثورة فحسب.وما معنى حرقُ مقر الحزب الوطنى المنحل.. مع أنه كان يكفى الاستيلاء عليه دون حرق.. ولو استثمرته الدولة كمنشأة سياحية فى العامين الماضييْن لدر عليها عشرات الملايين.وعندما لم يستنكر أحد حرقَ هذه الأماكن.. حُرقتْ كنيسة صول.. ثم حُرق المجمع العلمى.. ثم بدأ الحرق يمتد إلى المدارس والمبانى الحكومية والقنوات الفضائية كقناة الجزيرة.. ثم مقرات الحرية والعدالة وجماعة الإخوان وحزب الوفد وجريدة الوطن، فضلاً عن المساجد.ناهيك عن سيارات الشرطة.. ثم رأيناها منذ أيام تتكرر فى أتوبيسات وميكروباصات الإخوان.. فضلاً عن عشرات السيارات الخاصة التى حُرقت فى المظاهرات السابقة.فمن أعطى هؤلاء حق حرق ممتلكات الآخرين وحرق أفئدتهم على أغلى ما لديهم؟يا قوم لا يحرق بالنار سوى الله.يا قوم لقد نهى رسول، صلى الله عليه وسلم، عن حرقِ النخيل والأشجار والزروع وكل شىء نافع حتى فى حالة الحرب.لقد حُرقت سيارات الإطفاء فى الإسكندرية أيامَ الثورة قريباً من بيتى.. وكنتُ كلما مررتُ عليها تألمتُ قائلا لنفسى:ما ذنبُ هذه السيارات التى كانت تخدم الناس ولا تضر أحداً.. فماذا لو شبّ حريق فى بيت أحد الذين حرقوها؟
يا قوم لا تشعلوا النارَ فى مصر بالحرائق السياسية أو بالمولوتوف.. فالحرائق السياسية تحرق القلوب والنفوس وتملؤها حسرةً وكمدًا وضيقًا ويأسًا.أما الحرائقُ المادية فهى جريمة فى حق كل الأجيال القادمة التى يبدو أننا لن نترك لها شيئا جميلا فى مصر. يا جبهة الإنقاذ: لا تعمقى شروخ الوطن أكثرَ مما هى عميقة.. واعلمى أن العنف ككرة الثلج تكبر وتكبر كلما تدحرجتْ.. وقد لا يستطيعُ أحد لجْمها أو السيطرة عليها بعد حين. يا قوم: عودوا إلى الأيام الأولى للثورة وضعوا أيديكم فى أيدى جميع القوى السياسية.. وعلى رأسها الإخوان. تصالحوا الآن.. فأفضلُ الصلح وأقواه ما يكون بعد المعارك والحروب.. أى بعد أن ييأس كل طرف من إقصاء الآخر وإزالته من طريقه. لقد علمَ كل منكم أنه لن يستطيعَ أن يُزيل الآخر.. فليتعاون معه وليضعَ يده فى يده. ولنردد جميعا: «عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً». فكروا جيدا فى رسالتى إليكم.. واعلموا أن الشعبَ المصرى قد سئمَ كل القوى السياسية وملّ الصراع السياسى.. فارحموه عسى أن يرحمكم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة