سامح جويدة

شعب منحوس فى حكامه

الثلاثاء، 26 مارس 2013 09:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحد بؤساء نكسة 67 خرج علينا بحكمة بليغة قال فيها: «أعداؤنا أكثر حظا منا فى حكامنا»، ورغم أنى لم أعرف سالف الذكر ولا هل هو حى أم ميت، فإن حكمته الملهمة كانت سببا رئيسيا فى أن أندب حظى كل يوم، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو حتى الاجتماعى.
على أى حال الحصول على الحظ الجيد ليس سهلا، فالهنود الهندوس يرقدون على الأرض كى تدهسهم الأبقار والثيران المندفعة فى احتفال دينى يطلق عليه «أيكاديسى» معتقدين أن فرمهم تحت أقدام الأبقار يجلب لهم الحظ الجيد فى حالة إن عاشوا طبعا، ونحن اتفرمنا من كل التيارات تحت شعارات القومية والهوية والوطنية، وأخيرا الدينية، فالأمريكان وصفوا الضباط الأحرار بأنهم «أولادهم»، ووصفوا السادات بأنه ابن عمهم الشقيق.. وبعدهم وصف اليهود مبارك بأنه كنزهم الاستراتيجى، والآن يصر الخرباوى والملك عبدالله على أن الإخوان المسلمين من أصول ماسونية.. فمتى يأتينا حكام «سنجل» بلا ارتباطات دولية.. أم كتب علينا «الفقر الدكر» ليحكم مصر من مئات السنين، وانظر إلى خريطة الجغرافيا والسكان، وقل لى لو كنت غلطان.. وفكر معى كم عدد المشاكل الطائفية والفئوية ومسؤولية التيارات السياسية فى التوليع فيها، وتكلم عن دور الحاكم العسكرى سابقا والحاكم الإسلامى حاليا، وتوقع نوع الحاكم المطلوب مع استبعاد استيراده من المريخ.. وتكلم عن حجم الموارد المنهوبة والقدرات البشرية المسفوكة والممتلكات العامة المشفوطة.. اكتب مقالا عن أخلاق الشارع أو حتى أخلاق جارك وقارن بينها وبين الأخلاق المذكورة فى أى دين من الأديان.. انظر حولك لتعرف أين أنت من العالم أو بالأصح كيف ينظر لك العالم، وفكر هل هذه مسؤولية فردية أم جماعية أم سياسية أم كل ما سبق.. هل كل السلبيات والنكبات التى نعيشها منذ سنين طويلة بسبب سوء حظنا فى حكامنا أو سوء حظنا فى أنفسنا أيضا.. أجب بلا خجل فسعيد الحظ قد ينال هجرة شرفية أو تذكرة سياحية تسمح بالهروب المؤقت والتنفس فى أحد بلاد العالم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة