إياك والسقوط فى فخ التصور القائل بأن انتشار «الترامادول» فى مصر يترك تأثيره على الفقراء والبسطاء وسكان العشوائيات فقط..
الترامادول عند هؤلاء وسيلة للهروب من قسوة الدنيا، وأحيانا درع للحماية من الضرب والتعذيب لحظة السقوط فى يد الشرطة، وفى بعض الأوقات مجرد مقوٍ جنسى يعتقدون أنه يمنحهم القدرة على تمديد زمن المتعة، وكثيراً هو محفز عام لتغييب العقل والضمير وقت ارتكاب أعمال البلطجة والسطو.. هذا هو ملخص تأثير الترامادول وباقى أنواع المخدرات الشعبية على سكان العشوائيات وأطفال الشوارع وبلطجية الحوارى، ومقارنة تصريحات أهل السياسة والسلطة فى مصر بالأفعال السابق ذكرها والتى تتم تحت تأثير الترامادول السياسى سيدفعك لاكتشاف مذهل بخصوص انتشار وتوغل وتمدد وتوسع تأثير الترامادول وسيطرته على رموز العمل السياسى والسلطة فى مصر..
أرجوك -قبل أن تهاجم وجهة نظرى القائلة بأن المنتج السياسى لأهل السلطة ومن يسير فى ذيلها بكل ما يشمله من قرارات وتصريحات وخطط وأفكار هو وليد «تأثيرات ترامادولية»- توقف وأعد دراسة حصاد أهل السلطة والقيادات السياسية ومن ولاها خلال الفترة السابقة لتتأكد بنفسك أن الطرح السابق تعبير وإقرار لواقع قائم بالفعل، لأن علوم السياسة والاجتماع وكل المناهج البحثية ستفشل فى إيجاد سبب واحد منطقى يفسر لك هذه التصريحات المجنونة التى يطلقها عصام العريان وصبحى صالح ومحمد أبوحامد والرئيس محمد مرسى نفسه..
هل كنت تتخيل يا عزيزى أن يأتى عليك يوم ما وتسمع رئيس جمهورية لوطن فى حجم مصر يتحدث بلغة الأصابع، أو يزهو بنفسه وهو يقر أمام الألمان بأن «الجاز والكحل دونت ميكس»؟، هل كنت تتخيل أن يأتى عليك اليوم لتشاهد رئيس جمهورية مصر العربية بعد أحداث الاتحادية وهو يتهم رموز المعارضة وبعض المواطنين بالبلطجة والتآمر لاقتحام القصر الرئاسى ويقسم أنه يمتلك الدليل، ثم تؤكد النيابة أن الرئيس كان يهزى ولا يملك دليلاً واحداً على اتهام المواطنين الذين تم الإفراج عنهم دون أن يعتذر الرئيس عن تكديره للسلم العام بنشر اتهامات خاطئة؟!
طيب.. «اركن» كل ما سبق على الرف وحاول أن تجد لى تفسيرا آخر غير «التفسير الترامادولى» لما هو آت من كلام قاله المهندس أبوالعلا ماضى نقلا عن الرئيس محمد مرسى، فى فيديو بالصوت والصورة قال فيه: إن الرئيس أخبره بأن المخابرات المصرية هى المسؤول الأول عن انتشار البلطجية فى مصر لأنها قامت بإنشاء تنظيم للبلطجية يضم 300 ألف بلطجى منهم 80 ألف بلطجى فى القاهرة وحدها، ثم قامت المخابرات بتسليم إدارة هذا الملف إلى جهاز مباحث أمن الدولة، وعقب الانتهاء من تلك المعلومات الخطيرة قال المهندس أبوالعلا مستندا إلى ما أخبره به الرئيس من أسرار: إن المتظاهرين وأعمال العنف أصبح معروفا من يحركها؟..
لا أملك تعليقاً أو تفسيراً غير «ترامادولى» يمكن أن أهديك إياه، أنا فقط أتعجب من قدرة هؤلاء أو رغبتهم فى «تعليق» فشلهم و«خيبتهم القوية» على أى «شماعة» حتى ولو كان المقابل هو تشويه سمعة جهاز المخابرات المصرية درع هذا الوطن الذى يعمل فى صمت ودون ضجيج ودون طلب للاعتراف بجميل، لحماية مصر بأكملها وليس كما يعملون هم لخدمة جماعة بعينها..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة