عادل السنهورى

«خريف الغضب».. جاء مبكرا

الأربعاء، 27 مارس 2013 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سبتمبر جديد يعود الآن بعد تهديد ووعيد الرئيس مرسى للمعارضة و«للأصابع اللى بتلعب فى مصر» ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى الذى استقبله النائب العام وكأنه أمر يجب تنفيذه على الفور فأصدر قرارات بضبط وإحضار على الفور لعدد من النشطاء والسياسيين والبقية تأتى.

ذات الأجواء المتوترة عاشتها مصر فى أواخر عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذى أصدر فى 5 سبتمبر قرارات باعتقال جميع القيادات السياسية والصحفية والدينية والطلابية بجميع انتماءاتها ومراكزها وأعمارها.

اعتقل السادات تحت مسمى حماية الأمن والسلام الاجتماعى والوحدة الوطنية 1536 من رموز الحركة الوطنية المصرية بكل أطيافها وأغلق كل الصحف غير الحكومية، وأطلقت المعارضة على هذه القرارات قرارات سبتمبر السوداء، وكان ذلك خريف الغضب –كما أسماه الأستاذ محمد حسنين هيكل فى كتابه الشهير- الذى جاءت نهايته سريعا فى 6 أكتوبر 81.

المفارقة أن نهاية السادات جاءت على أيدى الذين يحرضون الرئيس مرسى الآن على السير فى نفس طريق السادات باعتقال المعارضة وإعلان حالة الطوارئ والضرب بيد من حديد والسماح لهم بتشكيل ميلشيات مسلحة للدفاع عنه وعن نظام حكمه.

الرئيس مرسى يرتكب نفس الأخطاء دون مراجعة دروس التاريخ لمن سبقوه فى السلطة، وجماعته وأهله وعشيرته يدفعونه دفعا للصدام المبكر وللنهاية المبكرة جدا بغض النظر عن السيناريو الذى تتم به النهاية. الرئيس لم يغير من خطابه السياسى منذ توليه السلطة، ولم يقدم فى خطاباته وأحاديثه ثم قراراته ما يستدل منه على أنه رئيس لكل المصريين فعلا لا قولا، وتهديده ووعيده الأخير أثبت بما يدعو للشك إلى أنه رئيس لجماعة وأهل وعشيرة ضد شعب بأكمله، فغضبته جاءت بعد غضبة الجماعة وتهديداتها للمعارضة والنشطاء السياسيين وللإعلام الذى لا يتوافق معهم ويعارض أداءهم السياسى البائس فى إدارة شؤون البلاد. فهم الحكام الفعليون لمصر ومقر الحكم لم يعد خافيا على أحد.

ولا يبدو وسط غبار ورياح الغضب أن هناك مخرجا للأزمة وأن الرئيس وجماعته ليس أمامهم طريق آخر سوى طريق البطش والاستبداد. بعد أن أصبحوا فى مواجهه شعب أصبح يعرف جيدا كيف يثور على الطغاة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة