ما حدث الجمعة الماضى فوق هضبة المقطم، يؤكد فشل النخب السياسية المصرية على مختلف توجهاتها، مع كامل احترامى للدماء التى سالت من شباب وشابات مصريين كل ذنبهم أنهم انضموا فى صفوف أحزاب وحركات ليس لقياداتها من رؤية، وتتغذى على دماء هؤلاء الشباب، جماعة الإخوان المسلمين «الضرب فى الميت حرام» منذ 1928 وحتى الآن لا تعترف بالخطأ مما يؤكد أن ما يراه الآخرون أخطاء هو الرؤية الحقيقية للجماعة. قامت ثورة 25 يناير ومبارك فكك المعارضة المدنية والجماعات الإرهابية، ولكن الإخوان صاروا الأقوى وفى صدارة المشهد ولذلك لم يكن من المستغرب اعتماد الغرب الأمريكى على أصدقائهم من رجال مبارك السابقين، على الإخوان، لحماية ما تبقى من نظام مبارك وعدم إزهاق روحه، وحدث ما حدث منذ الإعلان الدستورى الأول 19مارس 2011 وحتى الإعلان الدستورى الأخير 21 نوفمبر 2012 نجح الإخوان أن يكونوا الفعل والقوى الأخرى رد الفعل، واستثمر الإخوان أخطاء شباب الثوار إبان هجومهم على المجلس العسكرى مرتين، الأولى بتوطيد التحالف مع المجلس العسكرى، والثانية بالاستفادة من أخطاء المجلس العسكرى بإضافة شعبية لهم فى الشارع وحازوا على الأغلبية فى مجلس الشعب، واستغلوا المقاطعة وحصلوا على الأغلبية فى الشورى، وتعلموا من منهج الفزاعة المباركى حيث استغلوا خوف الغرب من أبوإسماعيل ودفعوا بمرشح رئاسى، كما استغلوا فى جولة الإعادة خوف الثوار «السذج» من نجاح شفيق وأنجحوا مرسى، ولعبوا بجميع الأوراق لصالحهم.
على الجانب الآخر، كانت المعارضة المدنية «باستثناء التيار الشعبى» منفصلة عن الثوار فى الشارع.. حتى اكتشفت الفصائل الأخرى القوى الثورية الشبابية، ولكنها استغلت هذه القوى بشكل غير «أخلاقى» فهم يراهنون عليهم لإسقاط مرسى خارج لعبة الصندوق من جهة، ويستنكرون «العنف» من جهة أخرى فى انتهازية واضحة، وباستثناء التيار الشعبى وشباب اليسار فلا وجود يذكر للآخرين فى الشارع الثورى، وهذه هى أزمة جبهة الإنقاذ: هل إسقاط النظام القائم عبر الصندوق كما يريد البرادعى وموسى والبدوى وشكر؟ أم الانقلاب الثورى كما تريد قواعد الجبهة؟ وحتى تحسم الجبهة ترددها الإخوان سائرون والدماء تسيل والشارع فقد ثقته فى الإخوان، ورويدا رويدا «هيرمى طوبة الإنقاذ» وإلا ما لجأ للتوكيلات للجيش!! اللهم إنى قد أبلغت اللهم فاشهد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة