عادل السنهورى

الثورة تأكل أبناءها

الخميس، 28 مارس 2013 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدور أوامر الضبط والإحضار لعدد من النشطاء والسياسيين وتهديدات الرئيس وجماعة الإخوان بالملاحقات والمطاردات القضائية لرموز المعارضة المصرية يعنى أن الثورة المصرية تعود إلى المربع الأول وأنها تأكل أبناءها مثل القطط.

ووفقا لعلم السياسة فالثورات ثلاثة أنواع: ثورة تحصد شهداءها وتبنى بذكراهم تاريخها الجديد وتسير نحو المستقبل المشرق، وثورة تأكل أبناءها وتطحن رموزها فتضيع مستقبلها، وثورة تنتج الشهداء، وتمنح ثمارها للآخرين من الذين عادة ما يقفزون إلى هرم السلطة من جديد.

وما يحدث الآن فى مصر ينطبق عليه النوع الثانى والثالث، فالسلطة التى قفزت على السلطة كشفت عن وجهها الحقيقى، وكشرت عن أنيابها وتجاهلت أنها جاءت بعد ثورة لتحقيق أهدافها ومطالب الثوار الحقيقيين الذى ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل صنع تاريخ جديد يؤسس لدولة تقوم على الحرية والعدل والديمقراطية الحقيقية.

تهديدات الرئيس والجماعة التى تتعامل مع مصر وكأنها «عزبة» وعبيد إحسانات للجماعة غير الشرعية تحقق نبوءة الراحل اللواء عمر سليمان وقت أن كان نائبا لرئيس الجمهورية قبل تنحى الرئيس السابق مبارك وهى النبوءة التى جاءت فى حوار سليمان مع عدد من الثوار وكشف عنها الدكتور مصطفى النجار الذى كان حاضرا اللقاء.

فى أثناء جلوس اللواء سليمان مع شباب الثورة الذين طلب لقاءهم بعد اجتماعه مع القوى السياسية ومنها جماعة الإخوان قال سليمان مخاطبا الشباب «أنا عارف إن المشاركين فى الاجتماع من القوى السياسية لا وزن لهم، وانتوا عملتوا اللى عليكم، ومش فارق معاكم حسنى مبارك يقعد فى شرم الشيخ بدلا من ترك مصر، لأن ذلك إهانة للمؤسسة العسكرية، انتوا مش عايزينه يحكم مصر، وهو لن يحكمها».

فى هذا اللقاء حذر سليمان الشباب قائلا لهم: «الإخوان هيقصوكم من المشهد، وإذا تمكنوا من مصر فلن يتركوها ولن تستطيعوا مقاومتهم، لأن مشروعهم «التمكين»، وانتوا بالنسبة لهم حاجة مؤقتة سيتم استغلالها، ثم سيتم تجاوزكم والثورة ستأكل أبناءها وانتوا أول ناس سيتم التضحية بهم».

هذه هى النبوءة التى تتحقق الآن على أرض الواقع وبعد أقل من عامين من الثورة. والسؤال الآن هل سيسمح أبناؤها أن تختطف ثورتهم وينتهى حلم المدينة الفاضلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة