حنان شومان

نحن لا نزرع الشوك.. ولكن نحصده

الجمعة، 29 مارس 2013 08:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صارت الكلمة أى كلمة فى ذلك الوطن شوكة فى حلق حكامه، رغم أننا كتاب الكلمات وناطقوها ما هم بزارعين للشوك ولكنهم فقط مكتوب عليهم أن يحصدوه فيجمعوه ويضعوه أمامكم أيها الشعب، وكم كنت أتمنى أن أكون من حاصدى الورد، ولكن هل وجدت ورداً فامتنعت؟

الجمعة.. موقعة الجبل:
الكل يتحدث عن الخوف من الحرب الأهلية أن تطال مصر، وكأن من يقول ذلك لا يدرك أننا فى قلب قلب الحرب الأهلية، وإن كانت فى صورة حروب أهلية صغيرة محدودة حتى الآن بالزمان والمكان وبالاتفاق المسبق أيضًا، ويوم الجمعة الماضية الذى أطلق عليه البعض يوم موقعة الجبل نسبة إلى جبل المقطم، هو صورة من صور الحرب الأهلية، مواجهة بين مصريين ومصريين واقتتال يبدأ بالطوب وينتهى بالسحل والتعذيب فى بيوت الله. العنف دائرة مفرغة تعصر كل من يشارك فيها ويدعو إليها وستأكل الأخضر واليابس.. ودعونى أحكى عن شاب أعرفه بشكل وثيق كان من المتظاهرين فى أحداث الاتحادية وهو شاب دمث الخلق له مهنة محترمة ولا يتبع حزباً أو فصيلاً سياسيا، مجرد مواطن يريد أن يعيش فى بلد آمن يسع كل أهله وهو ليس محترفاً للمظاهرات ولا غيرها من الفاعليات، ولكنه قرر أن يخرج ككثير من أهل حزب الكنبة يوم مظاهرات الاتحادية، تعبيراً عن الغضب، كان هذا الشاب فى مخيلته أنه سيسير فى مظاهرة سلمية وبعد ساعات سيعود إلى بيته ليستأنف حياته وقد قال كلمته، ولكنه كما قال لى تعرض لضرب مبرح ومغلول ممن ينتمون إلى فصيل الإخوان ولم يكن قبل ذلك يتخيل أن يحدث له ذلك.
هذا الشاب الذى أعرفه وديعاً صار عنيفاً منذ ذلك اليوم وصار على يقين لا يتزحزح بأن العنف المضاد هو الوسيلة للديمقراطية المنشودة..هذا الشاب كما الكثير منا لم يزرع الشوك، ولكن حين حصده بدأ يرده إلى زارعيه فهل نحاسب من زرع أم نحاسب من حصد؟؟!
السبت.. تموت الحرة ولا تأكل بثديها
تم السبت الماضى القبض على أحمد قذاف الدم ابن عم القذافى طاغية ليبيا، بعد معركة مع البوليس، ولمن لا يعرف هذا الرجل فهو كانت مهمته تنسيق العلاقات المصرية الليبية، وهى مهمة كانت تتسع وتضيق حسب الظروف وتشمل السياسة والاقتصاد أحيانا وفى أحيان أخرى تشمل ما هو غير ذلك، وعلى كل، فالرجل لجأ إلى مصر قبل سقوط نظام القذافى وأجابته السلطات حينئذ، وصار وجوده وأمانه فى مصر مرتبطا بما يدفعه ويعرضه من مال وبعلاقاته الممتدة مع كثير من الدوائر فى مصر، ولكن أتت الرياح ببعض التغيير الذى اعتلى العلاقات المصرية الليبية، وصار قذاف الدم وبعض اللاجئين سياسياً من هذا البلد الشقيق ورقة للمزايدة بين السلطتين المصرية والليبية، ودار مزاد ألا أونا ألا دوى ألا تريو مين يزود.. قذاف الدم سيدفع كذا ليحمى رأسه..ليبيا ستدفع كذا لتضع يدها عليه.. ويبدو أن السلطة فى ليبيا كسبت المزاد ولهذا جمعت الداخلية رجالها وانقضت عليه. ربما أن قذاف الدم ليس الرجل الشريف العفيف الوطنى ربما، وربما أن ليبيا لها حق عنده ربما، ولكن القوانين والسلطة فى مصر منحته حق اللجوء السياسى، فكيف بها تخترق حتى القوانين الدولية بحق اللجوء السياسى، والمصيبة ليس عن قناعة قانونية أو حكم قضائى، ولكن لأنهم قرروا أن تأكل مصر بثديها ألا أونا.. ألا دوى.. ألا تريو..!!
الأحد.. خطاب الدكتور مرسى
ما عادت خطابات الدكتور مرسى إلا حدثاً يثير السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، وبابا للرزق لباسم يوسف وبرنامجه الساخر ولا شىء غير ذلك، أقول قولى هذا وأنا أشعر بغصة فى حلقى، فالسخرية المستمرة تميت القلب، فهل تميت خطابات الرئيس قلوب المصريين..وهل يصح أنه ما من خطاب للدكتور للرئيس إلا وكان حالة من التلئيح الشعبية على فصيل من شعب يحكمه، قال الرئيس فيما قال نصاً: «نحن نمشى على الشوك» نعم أيها الرئيس نحن جميعاً نمشى على الشوك، ولكن أنت تزرعه والشعب يحصده فهل نتساوى؟
قال الرئيس فيما قال: «سأضحى بجزء من الشعب من أجل بقية الشعب»!! وأنا كمواطنة أسأل بأى جزء منه ستضحى ولا تترك لى الإجابة كما فعل الحجاج بن يوسف السفاح حين قال: أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وهو قول يجعل الكل يتحسس رأسه ويضع السلاح تحت وسادته ويعم العنف، فكفاك زرعاً للشوك فالذى يدمى أيدينا سيدمى يديك وقدميك.
الاثنين.. أسد على وفى الحروب نعامة
أسد على وفى الحروب نعامة.. فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة فى الوغى.. أم كان قلبك فى جناحى طائر

قد لا تعرف ما حكاية هذه الأبيات من الشعر، فقائلها هو الشاعر عمران بن حطان الخارجى وقد قالها هجاءً فى الحجاج بن يوسف الثقفى، أما غزالة المذكورة فى الأبيات فهى سيدة كانت محاربة مغوارة فى زمن الخليفة عبد الملك بن مروان ووزيره الحجاج، و وكانت من الخوارج هى وزوجها ورغم بأس الحجاج فإن القوات التى قادتها غزالة وزوجها شبيب بن الحرورى قد انتصرت على الحجاج مرات ومرات، حتى إنه وهو المعروف بالسفاح اختبأ منها فى الكوفة وتحصن بقصر الإمارة. وللقصة بقية طويلة ولكن المهم أن الشاعر عمران بن قحطان قد سجل هذه الحادثة بشعره حتى صارت من الأقوال العربية المأثورة التى يرددها من يريد أن يدلل على موقف لشخص يبدو كأسد على مجموعة من الناس ثم يلتفت ليصير نعامة مع غيره والمعروف كم وداعة النعامة..النائب العام يصدر قرارات بالضبط والإحضار لمجموعة متهمة بإثارة الشغب يوم الجمعة فى موقعة الجبل.. أسد!

سيادة النائب العام أين قراراتك فى البلاغات فيمن تسببوا فى مقتل المتظاهرين فى الاتحادية.. نعامة!

الثلاثاء...الصومال وما أدراك ما الصومال
تتصدر نشرات الأخبار العالمية خبر مقتل رحمة عبدالقادر صحفية صومالية فى قناة محلية ليس لها هوية، إلا أنها صحفية وبذلك تنضم إلى قائمة الاغتيالات التى يتعرض لها الصحفيون الصوماليون، حيث حصلت الصومال على المركز الثانى عالميا فى قتل الصحفيين، ففى عام 2012 تعرض 18 صحفيا للاغتيال، وحتى الآن فى 2013 تعد رحمة عبدالقادر الصحفية الثالثة التى يتم اغتيالها.

أتحسس رقبتى يجعل كلامنا خفيف على الصومال، وإن شاء الله أتمنى ألا ننافسها، فالمنافسة فى هذا المضمار خراب فما أدراك ما الصومال!
الأربعاء.. الخميس.. الجمعة.. استرها يارب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة