أكرم القصاص

التجليات الرئاسية فى النظرية «القردومالية»

السبت، 30 مارس 2013 07:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انشغل كثيرون بألفاظ وتصريحات الرئيس محمد مرسى مع الجالية المصرية فى قطر، أو غيرها من اللقاءات والخطابات والأحاديث والحوارات. اللافت فى كلام الرئيس الأخير هو سؤاله «عن مصير القرداتى بعد موت القرد» ووصفه لمن يتحدثون عن الأخونة بـ«زن الناموس»، وتعبيرات من نوعية «جراب الحاوى والجلد التخين ووقع فى ركبكم».. والكثير من التعبيرات التى يراها البعض نوعاً من القلش، ويعتبرها مؤيدو الرئيس تجلياً سياسياً، ومحاولة لتبسيط الأمور المعقدة، أو عمقا يعبر عن دهاء.
سؤال الرئيس عن «مصير القرداتى بعد موت القرد» هو سؤال «سياسى اقتصادى اجتماعى فلسفى». فالقرد يمكن أن يكون رمزا للنظام السابق، أو المعارضة، أو السياسة أو رأس المال. وبالتالى فإن استخدام الرئيس لتعبيرات مثل: «جراب الحاوى يطلع لك حمامة» أو سؤاله العميق عن مصير القرداتى بعد موت القرد. يمكن أن يكون سؤالاً مصيرياً فلسفياً يتناسب مع دكتوراه الفلسفة التى حصل عليها الرئيس من باكستان. ويمكن أن يكون «سؤال القرد» تفسيراً اقتصادياً، باعتبار القرد هو رأس مال القرداتى، ورمز للاقتصاد والاستثمار، وتعبير عن «القردومالية». وأيضاً يمكن أن يكون رمزا للنظام السابق الذى يمثل القرد وبالتالى فالإعلام هو القرداتى.
لم يكن القرد هو موضوع كلام الرئيس الوحيد، وقد عرف الرئيس مرسى بتعبيراته الشعبية مثل «إن رجلينا بتخر دم من المشى على الأشواك». أو قوله لمن يتحدثون عن وقوع البلد والاقتصاد بتعبيره «وقعة فى ركبكم». وقبل ذلك وصف مواجهة الانتقادات بأن جلدنا تخين. أو تعبيراته التلقائية أمام الألمان عن «جاس وألكهول دونت مكس والدرايف».
وعلى فكرة فالكثير من الرؤساء والزعماء لهم تعبيراتهم وقلشاتهم، وكان الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش مشهوراً بقلشاته وجهله، ومرة قال «إن المدارس هى الأماكن التى يتعلم فيها أبناؤنا». ولا ننسى العقيد القذافى صاحب أشهر تعبيرات مثل «أنثى من الجنسين» «من أنتم» التى وجهها لثوار ليبيا ورحل وصارت مثلاً.
وكان الرئيس السابق حسنى مبارك صاحب تعليقات مثيرة منها أنه مرة كان يتحدث عن الاقتصاد والمعونات وضرورتها فضرب مثلاً يقول «المحتاجة إيه..» وهو مثل يضرب عما تفعله فتيات الليل من أجل ترويج البضاعة.
وبالعودة إلى نظرية «القرد والقرداتى»، التى طرحها الرئيس مرسى، قد تكون تعبيراً عن الحالة «القرداتية» التى نعيشها، فى السياسة والاقتصاد والشارع، والتى تشبه جبلاية القرود. مع العلم أن الرئيس لديه إعجاب خاص بالقرود، وأعلن فى حديث لمجلة «تايم» أنه من عشاق فيلم «كوكب القرود»، وحكى عن حوار بين القرد والإنسان. ثم إن القرد هو موضوع أمثال شعبية رائعة منها «ياواخد القرد على ماله بكرة يخلص المال ويفضل القرد على حاله»، وأيضاً «القرد فى عين أمه غزال»، وهو مثل يصلح للتعبير عن صورة الزعماء أمام مؤيديهم. لندخل فى نطاق نظريات سياسية جديدة، من عالم الحيوان، تقف على قمتها النظرية «القردومالية».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة