سعيد الشحات

وجيه عزيز.. الحزن شاطر.. والفرح شاطر

السبت، 30 مارس 2013 07:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«تعلمت من سيد درويش إن معملش مزيكا من المزيكا، أعملها من أفراح الناس وأحزانهم، من التأمل فى الحياة».
«فى بداياتى مريت بفترات سذاجة»، جئت من «الفشن» محافظة بنى سويف بعد أن تعلمت الموسيقى، لا أنكر أن بعض اختياراتى كانت ساذجة مع بدايات استقرارى بالقاهرة، لكن كنت محظوظا أن أول مسرحية لى كانت للشاعر فؤاد حداد، ومحظوظ مع صلاح جاهين».
«أختار كلماتى بإحساسى، بقيت أعرف كويس إن كان المؤلف بيكتب كلام مخصوص، ولا خرج منه طبيعى».
هكذا حين يغنى ويتحدث الرائع وجيه عزيز، والذى استضافه الكاتب والإعلامى الكبير إبراهيم عيسى فى برنامجه «هنا القاهرة» يوم الأربعاء الماضى.
أعرف وجيه منذ سنوات طويلة، زار قريتى كوم الأطرون طوخ قليوبية، جلس فوق أسطح ديارها ليعزف ويغنى، يعرف شبابا منها حلموا بالتغيير، مشوا فى طريق الأمل قولا وفعلا، تزودنا كما تزود غيرنا بأغانيه التى تعطينا الأمل بأن البدر سيطلع يوما ما على مصر.
وجيه قادر على إدهاشك فى كل وقت، حين يمسك عوده ليعزف بمهارة واقتدار، ويحلق بصوته الشجى فى السماء بأشعار فؤاد حداد وصلاح جاهين وعلى سلامة ابن الأولين حداد وجاهين، تشعر أنه يحرضك على الأمل، تشعر بشجن يسمو بك، حزن يأمرك بألا تبقى كما أنت، وفرح يدعوك إلى حساب القادم إليك، يأمرك بألا تكون كما أنت إذا كنت تشعر أن شيئا ما ينقصك، تتأمل وتنظر حولك فتستدعى فرحا أنت مؤهل له، تعرف أن غطاءك الحقيقى فى رحلة حياتك يأتى حين تعرف واجبك، حين تعرف حبك، حين تعرف زمنك ومكانك، حين تسير على الأشواك لانتزاع حقك، حين تتأكد أنه لن يأتى كل ذلك قبل أن تعرف نفسك، أراهنك على بلوغ هذه الحالة وأنت تسمعه يشدو بـ: «الفرح شاطر، والحزن شاطر، بقول له حاضر
نايمة العيون، ساكتة الشفايف
دمعى يهون والقلب خايف
أنا لسه قادر فى الحزن أفرح
مليان هموم لكنى عاقل»
أى جمال يأخذك إليه وجيه عزيز وهو يغنى شدوا لفؤاد حداد:
«فنان فقير على باب الله
والجيب مفيهش ولا سحتوت
والعمر فايت بيقول آه
والقطر فايت بيقول توت
صحتنى ليه يا شاويش يا شاويش
أنا كنت سارح فى الملكوت
لما بنام بحلم وبعيش
لما بفوق ما بفوقش بموت
وتقول على كبير السن
وأنا فى قلبى ولد كتكوت».
اختار وجيه منذ يومه الأول أن يسير على سكة واحدة، سكة الغناء الذى يسمو بالوجدان، لم يبحث عن طريق الشهرة بأى ثمن، فهو زاهد فيها، طرح لونه وذوقه، أمسك به، ألح عليه، حتى أصبح علامة مميزة للغناء الراقى، غناء «وجيه» رفع حرارة الشوق للثورة، ولما جاءت تأكدت صحة اختياراته، وها هو يواصلها حتى تكتمل مسيرة هذه الثورة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة