الحكم الأخير بعودة المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود إلى منصبه كنائب عام وبطلان القرار الجمهورى بتعيين المستشار طلعت عبدالله بدلا منه لمدة 4 سنوات، يعد حكما تاريخيا ينتصر لسيادة القانون واستقلال القضاء، كما أنه يكشف حجم الفشل الذريع لترزية الإخوان فى تفصيل قوانين مشوهة ومشبوهة، كما أنها دليل دامغ على عشوائية القرارات الرئاسية التى يصدرها الرئيس الإخوانى محمد مرسى ومعه طاقم الفريق الرئاسى «الفاشل»، الذى أصبح بالفعل «ملطشة» للقضاء المصرى النزيه والعادل والذى سيظل «البعبع» لهذا النظام، خاصة أن هذا الحكم سبقه حكم تاريخى آخر أصدرته محكمة القضاء الإدارى والخاص بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية القاضى بدعوة الناخبين لانتخابات مجلس النواب، كلا الحكمين يعد بمثابة لطمة على وجوه من يحاولون تدمير الوطن بمخططاتهم الشيطانية أخونة البلاد وربما العباد أيضا، ولا يوجد أحد يستطيع فرملة هذه المخططات سوى قضائنا النزيه وإعلامنا المستقل والشريف، ولهذا فكلاهما يجد كراهية شديدة من الرئيس وجماعته وعشيرته ومن يواليهم.
إذاً «الإعلام والقضاء» هما أعداء النظام الحالى لأن كليهما يقفان بالمرصاد لوقف أخونة الدولة، فمنذ وصول الدكتور محمد مرسى لسدة الحكم وكل أدوات النظام تستخدم لإدارة معارك مع كليهما، الحرب الإخوانية ضد الإعلام ظهرت مبكرا وقبل أن يصبح عضو الجماعة الدكتور مرسى رئيسا للبلاد، وبالتحديد بدأت مع انطلاقة أول شعار ضد سياسة الجماعة وهو شعار «إخوان كاذبون» وقتها انطلقت الحرب على لسان المرشد الدكتور محمد بديع الذى وصف العاملين فى وسائل الإعلام بأنهم «سحرة الشيطان»، طبعا المرشد يقصد من يختلف مع مخطط الجماعة أما كتيبة المنافقين فهم ملائكة الخير. أما معركة الإخوان ونظام مرسى ضد القضاء فبدأت عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية وتولى مرسى حكم مصر ولم يكن أحد يتوقع أن تدشن الجماعة حربها مع القضاء بالهجوم الشيطانى على المحكمة الدستورية العليا التى انتهت بحصارها.
ولكن قضاة مصر لم يهتزوا ولم يخافوا من هذه الهجمة الإخوانية والسلفية التى يقودها حازم أبوإسماعيل وجماعته بتشجيع من مرسى والإخوان، قضاة مصر لم يقفوا أمام هذه المؤامرات والتهديدات وواصلوا عملهم وأصدروا أحكامهم، مطبقين قول الله تعالى فى قرآنه العظيم «وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ» صدق الله العظيم، هل فهمنا الآن لماذا يكره الإخوان ومرسى القضاء والإعلام؟ الإجابة ببساطة لأن القضاء ينتصر بأحكامه العادلة على قوانين وقرارات مرسى المشبوهة، أما الإعلام فإنه يفضح كل المخططات الشيطانية لهذا النظام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة