قررت جماعة الإخوان المسلمين، توظيف الأحداث التى تمر بها البلاد حالياً لصالحها، والاستفادة من سلسلة الإخفاقات التى تعرضت لها فى الآونة الأخيرة وتراجع شعبيتها، وذلك من خلال اللجوء لشركات عالمية فى التسويق السياسى، وعقدت سلسلة من الاجتماعات مع عدد من مسؤولى هذه الشركات خلال الفترة الماضية فى مكتب أحد القيادات البارزة بمدينة نصر، ومن بين من اجتمعت معهم مسؤول شركة موريس بون أميجو، وهى الشركة التى كانت مسؤولة عن حملة الدعاية للمرشح الأمريكى على مقعد الرئاسة ميت رومنى، وطلب القيادى الإخوانى الأشهر من الشركة تقديم مشروع التسويق، والمقابل المادى.
وأخبرتنى مصادر كانت مشاركة فى الاجتماع، أن القيادى الإخوانى كشف للمسؤول بشركة موريس بون أميجو، أن الإخوان تتبنى مشروعاً كبيراً للتسويق السياسى لها ليس داخل مصر فحسب ولكن فى الخارج أيضاً، وإنها ترصد ميزانية ضخمة لتحقيق هذا الهدف، على أن يبدأ المشروع أولا بتحليل سريع لحالة الغضب فى الشارع السياسى من الجماعة، ثم التجهيز لانتخابات مجلس النواب القادم، للفوز بالأغلبية التى تمكنهم من تشكيل الحكومة، ثم إحداث طفرة داخل المؤسسات الإعلامية الإخوانية، وتأسيس قناة فضائية تماثل قناة الجزيرة القطرية تحقق أهداف وأفكار الجماعة على الأرض.
لم يكن قرار جماعة الإخوان باللجوء لشركات تسويق سياسى لزيادة شعبيتها داخل مصر فقط، ولكن لتجميل صورتها فى الخارج والرد على الشائعات التى تلاحقها بشكل أو بآخر، وتنفيذ مخططها الأكبر وهو «مشروع الخلافة الإسلامية»، لذلك قررت عرض مشروعها هذا على إحدى الدول العربية الغنية، لمساعدتها على تمويله، لكن المثير للضحك حتى الغثيان، أن هذه الدولة تنبهت لأهمية المشروع وقررت تنفيذه لصالحها خاصة فى العالم العربى وإفريقيا، ورصدت مبلغ 120 مليون دولار سنوياً، بعد تناثر المعلومات حول سرقة هذه الدولة للمشروع الإخوانى، فتح قيادى الجماعة الأشهر خطا ساخناً بعدد كبير من شركات التسويق السياسى، فى أمريكا وعدد من الدول الأوروبية لتنفيذ مشروعهم الكبير والأهم، وأنهم يسابقون الزمن لإنهاء الاتفاق ليتسنى لهم إعادة دولاب العمل من جديد.
المعلومات المؤكدة التى خرجت من أروقة ودهاليز مكتب الإرشاد، ومكتب القيادى الشهير، أنهم طرحوا على شركات التسويق السياسى إمكانية أن الجماعة تلعب دورا إقليميا بشكل عام، وعربى بشكل خاص، وكيفية تحسين العلاقات مع الدول التى تتخوف من مشروع الإخوان، وكيفية اختراق الميديا الأمريكية والأوروبية، للاستفادة من أبواقها الصاخبة والتأثير فى الرأى العام العالمى.
كما أوضحت المعلومات أن الإخوان ألمحوا للشركات، بمساعدتهم فى جمع المعلومات الاستخباراتية السرية، والاستفادة من علاقات أصحاب هذه الشركات بأجهزة الاستخبارات العالمية خاصة الـ «سى أى إيه.. والموساد الإسرائيلى»، وهو ما أثار قلق مسؤولى شركة موريس بون أميجو، وبدأت تعيد النظر فى العرض، والتأنى فى دراسته.
فى النهاية تختلف أو تتفق مع جماعة الإخوان وسياستها، لكن لا تملك إلا أن تحترم هذه الفكرة، المقبولة سياسياً ومهنياً، وليس عيباً أن تعيد تسويق نفسك بشكل مهنى غير متجاوز، لإعادة شعبيتك، وهو أمر معلوم بالضرورة فى أوروبا وغيرها، ومواكبة التطورات الدعائية على أساس علمى، ولكن العيب فى منافسيهم الذين تتآكل شعبيتهم بنيران الخلافات الشخصية وعدم الاتفاق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة