أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

عبدالحليم حافظ وزمنه

الأحد، 31 مارس 2013 08:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يأبى عبدالحليم حافظ أن يتحول إلى ذكرى فى حياة غالبية المصريين.. يبقى دائماً رغم مرور 36 عاماً على وفاته فى 30 مارس 1977 خبز الحنين اليومى، الذى يسد جوعنا العاطفى، ويشفى وجداننا كل لحظة من تشوهات الأصوات الغنائية وقسوتها علينا.

فى الليالى الظلماء دائماً ما نفتقد البدر.. نفتقد حليم الرمز، والحالة، والحبيب، والرفيق، والصديق.. نفتقد حليم وزمنه الذى مازال نجما متوهجا وسط عتمة سياسية واجتماعية وغنائية، فشلت فى سد الفراغ من بعده، وبعد زمنه، بل زادته اتساعاً.. ويبقى عبدالحليم معنا فى كل كلمة حب تتوهج مع صداها مشاعرنا، وتنكسر مع هزائمها قلوبنا.. ومع كل أغنية وطنية تشدنا دائماً إلى زمن ناصر بانتصاراته وانكساراته.

حليم أطلق الحب من كهوفه المغلقة إلى ساحة للفرح فى الشوارع والجوارى والأزقة وعلى الشواطئ. جعل الحب فى أغانيه ملجأ لكل عابر سبيل، يمارس أبجديات العشق الأولى، وحول كلمات الاشتراكية، والقومية العربية، والتصنيع الثقيل، إلى مفردات يتداولها البسطاء فى كل مكان فى مصر وخارجها. وجد الغلابة والفقراء فى حليم إنساناً «غلباناً» وفقيراً مثلهم، يغنى أحلامهم البسيطة، ويعبر بصدق غير مسبوق عن مشاعرهم فى الحب والفرح والانكسار والحزن. يحزن عبدالحليم فنبكى حزنه، ويفرح فنعشق الدنيا من أجله، ويحب فتتلون أيامنا وليالينا بصدق حبه، ويغنى للوطن فيصبح الجميع ثواراً.

عبقرية وذكاء حليم، أنه استطاع أن يكون الصديق والصاحب والحبيب الصادق لملايين الناس. ملامحه وقسمات وجهه المرهقة والبسيطة، وعيونه الغائرة المسكونة بالشجن، وجسده النحيل غير القادر على حمل ذراعيه، جعلت الناس ترى فيه الابن والأخ والصديق المغلوب على أمره، فانحازوا له، واتخذوه زعيماً عاطفياً.

230 أغنية تقريباً غناها عبدالحليم حافظ، غيرت خريطة الغناء العربى وبوصلته وانحيازه، عاشت فى وجدان الناس حتى الآن، ليس فى أغانى الحب وحدها بل فى أغانيه الوطنية عاش الناس مع صوته المقاتل والعنيد والصامد والحالم بأجمل الأوطان، والمؤمن بنصرها وحريتها وكرامتها وعزتها فى زمن ناصر. قاد ثورة يوليو بصوته، وعبر عن أحلام زعيم يشبهه فى أشياء كثيرة، فى انحيازه للناس الغلابة فى كل شىء.. وأقسم قبل أن يغيّبه الموت «ما تغيب الشمس العربية طول ما أنا عايش فوق الدنيا»، وتحقق له ما أراد.

حليم فى ذكراك «اشتقت إليك فعلمنى ألا أشتاق.. علمنى كيف أقص جذور هواك من الأعماق».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام الدين شفيق

تثبيت الجذور و ليس قصها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة