عادل السنهورى

جون كيرى و«الكنز الاستراتيجى» الجديد

الإثنين، 04 مارس 2013 10:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هناك علاقة بين زيارة وزير الخارجية الأمريكى الجديد جون كيرى لمصر وأحداث العنف الدامية فى المنصورة وبورسعيد ومن قبلها بورسعيد والمحلة؟ ولماذا تسارعت وتيرة العنف المفرط من جانب قوات الأمن التى مارست كل أنواع القمع للمتظاهرين فى مشاهد أعادت للأذهان سيناريو ما حدث فى 25 و28 يناير 2011؟

وزير الخارجية الجديد مشهود له بعلاقاته الجيدة بجماعة الإخوان منذ بدء اتصالاته ولقاءاته بقياداتها بعد قيام الثورة مباشرة بمباركة من الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما التى رأت فى الإخوان الفصيل المؤهل لحكم مصر بعد الثورة، وراهنت عليه فى مقابل تفاهمات وصفقات وتطمينات سارعت الجماعة إلى تحقيقها مع «الصديق الأمريكى» وتبديد مخاوفه من حدوث تغيير فى السياسة الخارجية المصرية بعد صعود الإخوان تجاه المصالح الأمريكية فى المنطقة وتجاه أمن إسرائي، الإخوان بقيادة الرئيس محمد مرسى قدموا للولايات المتحدة وإسرائيل فى 8 شهور ما رفضه النظام السابق فى 30 عاما التى كانت له خلافاته أحيانا مع الإدارة الأمريكية، فقد نجحت إسرائيل فى تحقيق غرضها باتفاقية غزة الأخيرة بضمانة مصرية ومنع أى هجمات من القطاع ووضع أجهزة مراقبة على طول الحدود المصرية فى سيناء. ومنذ تلك الاتفاقية لم تقع عملية مقاومة واحدة من حماس على إسرائيل.

فى المقابل الغطاء السياسى الأمريكى ومباركة أوباما وإدارته ووزير خارجيته لسياسات القمع والاستبداد لنظام الحكم الجديد كانت واضحة، فزيارة وزير الخارجية السابقة هيلارى كلينتون أعقبها الإطاحة بالمجلس العسكرى ثم الإعلان الدستورى المستبد للرئيس مرسى دون عتاب أو إظهار «العين الحمراء» وإبداء القلق على الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان مثلما كانت تفعل مع مصر فى السابق، الزيارة الحالية لوزير الخارجية جون كيرى ترافقها جرائم قتل وسحل ودهس وامتهان لكرامة المتظاهرين الغاضبين فى المنصورة وبورسعيد، ومع ذلك يصمت عن كل ذلك دون إشارة إليه أو الحديث عنه فى مؤتمره الصحفى الذى عقده مع وزير الخارجية المصرى مساء السبت، وتأكيد الانحياز الأمريكى الكامل للإخوان الذين أصبحوا الرعاة الجدد للمصالح الأمريكية سواء فى مصر أو فى المنطقة ومن بينها حماية أمن إسرائيل.

أمريكا ترى فى الإخوان «الكنز الاستراتيجى» الجديد بعد تنحى نظام مبارك الذى يبدو أننا بحاجة لإعادة قراءة له بعد أن جاء حكم الإخوان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة