جون أفندى كيرى فى القاهرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتهديد «اللى مش عاجبه»، كيرى موجود لأنه لا يريد أن يتدخل فى الشؤون الداخلية، رغم التهديد بمصير الجزائر الذى مرره توماس فريدمان (إذا عاد الجيش للمشهد السياسى)، كيرى فى القاهرة مندوبا عن الرأسمالية العالمية التى تحتقر الفقراء وتعتبرهم عبئا على البشرية، كيرى فى القاهرة لخدمة تل أبيب وحصار «الوطنية المصرية النقية» الغاضبة، والتى لن تحتمل إهانات أكثر، كيرى فى القاهرة لدعم الفاشية وإرهاب القوى الديمقراطية، ولكى تخفض إسرائيل ميزانيتها العسكرية، كيرى لم يتحدث عن الحريات والمرأة والأقباط، هو يريد أمن إسرائيل وتسليك البيزنس، أمريكا لا تريد نظاما وطنيا فى مصر، لأن وجوده يعنى الاستقلال وبالتالى الإطاحة بأمريكا، يعنى أن تقوم مصر بدورها فى التصدى للصهيونية، يعنى أن ينتفض المصريون ويأخذوا مكانهم ومكانتهم فى المنطقة، يعنى أن تتحرر فلسطين، فلسطين يا ناس «مش حماس وعباس»، كيرى يريد أن يطمئن أصدقاءه الرجعيين فى المنطقة.. ويضع أسلاكا شائكة على ثورة يناير.
> قالت وكالة الأناضول التركية «إن الوضع السياسى المتوتر فى مصر سيتصدر المشهد فى زيارة كيرى إلى القاهرة، مشيرة إلى أن مصادر قريبة من دوائر صنع القرار الأمريكى أكدت أن كيرى سيسعى إلى إقناع القيادة المصرية بضرورة الاستجابة لمطالب المعارضة من خلال حكومة ائتلافية»، هذا الكلام نشرته معظم الصحف أمس، ليستمر النصب التركى الممنهج على المصريين، الأناضول كما هو واضح وكالة صحفية، تعمل فى مصر فى الفترة الأخيرة أكثر من عملها فى تركيا، ولكى تنشر مثل هذا الكلام الفارغ عليك أن تدفع لها ليأخذ الصحفيون فيها مكافآت إضافية، ولكى يجلس صحفيو وكالة أنباء الشرق الأوسط الوطنية فى بيوتهم، الخبر لا شىء فيه، ولا يوجد مصدر، فقط مصادر قريبة من دوائر صنع القرار الأمريكى، تركيا تلعب دور المحلل الشرعى، وتتعامل مع مصر باعتبارها ولاية عثمانية أخذت منها السياحة العربية كلها، الثورة المصرية أعادت فتح مصانعها التى أغلقتها الأزمة العالمية، لكى تغرق السوق المصرية بالجينز والأثاث والأوانى والسباكة والدراما ووكالة الأناضول وما إلى ذلك، يتم «التوسيع» لأى شىء تركى على حساب المصرى، لكى تعيش حرية التجارة مع الإخوان.
> وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو، الذى اختفى فى الشهور السبعة الأخيرة بسبب وجود «حداد» فى المنطقة، ظهر أخيرا مع ظهور مبعوث العناية الأمريكية جون كيرى، وقال بعد صمت اضطرارى «زيارة كيرى لمصر جاءت فى وقت شديد الأهمية»، لقد استوعب الرجل الدرس وصار عميقا لدرجة بلهاء، لأننا فى وقت شديد الأهمية، جملة عبثية مجانية لا تليق بلغة وتراث وهيبة الخارجية المصرية التى تمر بمرحلة شديدة الأهمية.
> «إن المواطن بدأ يستعيد كرامته التى فقدها أيام العهد البائد.. وحزب الوسط لن يسمح بإفشال الرئيس مرسى».. هكذا تحدث المهندس أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط فى لقاء جماهيرى بسوهاج، كنت أقدر الرجل قبل الثورة وبالتأكيد هو يعرف ذلك، ولكنه يقوم منذ فترة بأدوار لا تليق به، هو يعرف أنه يتحدث من وراء قلبه، والكرامة التى يتحدث عنها انتهكت وتنتهك على الهواء مباشرة، ويغلق حزبه فى المنصورة أمام المصابين الذين استعادوا كرامتهم، أما أن يتحدث كـ«نحن»، «ولن نسمح»، فهذا يعنى أن خللا أصاب تفكيره، هو يعرف أن حزبه مثل النسمة لا يشعر أحد بوجوده، وأن الاقتراب من الاتحادية ليس ميزة، ووجود أشطر اثنين فى الفصل (عصام سلطان ومحمد محسوب) فى حزب يعنى الضياع.. أبوالعلا ماضى.. خسارة.