الوضع داخل مصر لم يعد طبيعياً، كل شىء يؤدى إلى نتيجة وحيدة، هى أن النظام فى مصر لا يعرف كيف يسيطر، ولا كيف يحكم، وفى المقابل نجد المعارضة لا تعرف كيف تعارض، والسبب أن كل من فى النظام الحاكم يرى نفسه أحق من الآخر بالقيادة، وهو نفس الشىء فى المعارضة، يعنى بصريح العبارة الرئيس «مش عارف يحكم» والمعارضة «مش عارفة تعارض»، وهى النتيجة التى شعر بها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، والحقيقه أن جماعة الإخوان المسلمين لو حكمت مصر بنفس منهجها الذى كانت تعارض به الرئيس المخلوع مبارك لما وقعت مصر فى مثل هذه الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فهذه الجماعة التى ظلت لمدة 30 عاماً فى صفوف المعارضة الشرسة لكل التجريف والتخريب الذى مارسه نظام الحزب الوطنى المنحل، وكان كل قيادات الإخوان صقوراً فى معارضتهم، حتى ولو كانت معارضة ظاهرية كما يرى البعض، وأن الجماعة كانت تدير صفقات سرية مع نظام مبارك.
هذه الجماعة لا تملك الأفكار والمشاريع التى تنقل مصر من دولة متأخرة دولة فى المقدمة، وكان النموذج التركى الأقرب لأحلامنا، وكنا نظن أن الجماعة لديها كل مشاكل وهموم المواطن والوطن، وكنا نظن أن مشروع النهضة هو طوق النجاة، ولكننا اكتشفنا أنه مشروع «الفنكوش»، كنا نظن أن جماعة الإخوان لن تخذل شركاءها من قوى المعارضة التى أسقطت مبارك فلن تنفرد بالقرار السياسى خاصة فى موضوع دستور مصر.
ومع أول ممارسة سياسية حقيقية للرئيس الإخوانى محمد مرسى والذى صدمنا فيه ولم نعد نفرق بين حكم مرسى وحكم مبارك، التشابه فى كل شىء حتى فى الفشل، الاختلاف الوحيد أن مبارك سقط بعد 30 عاماً، ولكن مرسى سقط بعد 4 شهور من حكمه، وأعتقد أنه لو استمر فترة رئاسته فإن الشعب المصرى لن يغامر باختياره مرة أخرى بعد أن اكتشفنا جميعاً أن الإخوان فى المعارضة أفضل، وأنهم لا يعرفون كيف تحكم مصر بعد 25 يناير.
«الإخوان» فشلت حتى الآن فى حكم مصر، فالرئيس وحزبه وجماعته يملكون كل الخيوط، وإذا فشلوا فى إدارة ملف المعارضة الوطنية، فإنهم سيذهبون بالبلاد إلى الهاوية.
عبد الفتاح عبد المنعم
الرئيس «مش عارف يحكم» والمعارضة «مش عارفة تعارض»
الثلاثاء، 05 مارس 2013 12:19 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة