الرسائل تتواصل، والرئاسة تتجاهل، الإخوان «وإخوانهم» يرون أنه لا شىء يحدث فى مصر، عصيان بورسعيد فى نظرهم بلطجة، وما يحدث فى المنصورة «بلطجة»، لو حدث ذلك زمن مبارك، كان الرأى سيختلف، كنا سنسمع عن الشارع الغاضب وعن الاستبداد وعن الفساد، استمع إلى ما قاله الدكتور جمال حشمت، القيادى الإخوانى الكبير، ونائب الحرية والعدالة فى مجلس الشورى، لتعرف كم ضاق صدر الإخوان.
قال حشمت أثناء مناقشة الشورى لمشروع قانون التظاهر: «هناك شعارات فى مصر تتسبب فى حالة فوضى بالبلاد فى مقدمتها القصاص، عايزين يدبحونا بالقصاص الذى أصبح مجرد قميص يتاجر به من تسببوا فى إراقة الدماء، ومش معقول كل واحد بيركب عربية وبياخد مصروفه، وبيجى يكلمنا عن حق الغلابة الذى لن نحققه فى ظل هذه المظاهرات التى دائما ما تنتهى بجريمة لما بها من مولوتوف واستفزاز للشرطة».
المفارقة أن حديث حشمت عمن أسماهم بالمتاجرين بـ«القصاص»، يأتى بعد يومين فقط من تفرد الإعلامى باسم يوسف بإذاعته لفيديو مرسى والمرشد أثناء الحملة الانتخابية لمرسى، نسى مرسى الحديث عن القصاص، فنبهه المرشد: بصوت يكاد يختفى: «القصاص.. القصاص»، التقط مرسى التنبيه فتحدث عن القصاص، ما رأى الدكتور جمال حشمت؟ هل تاجر المرشد والرئيس بالقصاص؟ هل كان قميصا عندهما للتجارة؟ استخدم الإخوان شعار القصاص، فهل ساهموا بذلك فى حالة الفوضى؟
لا يريد «الإخوان» الاعتراف بفشلهم، يتحدثون عن أن الرئيس لم يأخذ فرصته، يتجاهلون أن الرئيس تحدث فى الانتخابات عن مشروع «النهضة»، اكتشف المصريون أنه وهم كبير، الرئيس الذى ينجح دون برنامج هو أشبه بعامل اليومية، يبدأ يومه انتظارا للرزق، يعتمد على ما يعطيه الآخرون، الدول لا تبنى نهضتها هكذا، الدول تتقدم باقتحام الصعب عبر معارك البناء، مشاركة الشعب هى الشرط الأكبر فى ذلك، والصراحة أساس لتمتين العلاقة بين الشعب والحاكم، كان ذلك مقتل نظام مبارك، فلماذا لا يفهم مرسى والجماعة هذه الحقيقة؟
أخطر ما فى استعلاء الجماعة، أنها لا تمارسه مع القوى السياسية المعارضة، هى تمارسه على الشعب، هى فاشلة فى التشخيص، هى تختار الأسهل، تقول إن ما يحدث الآن من احتجاجات ومظاهرات هو بلطجة، نفس ما فعله نظام مبارك، هى لا تتذكر أن الاحتجاجات الصغيرة التى تفجرت فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك، ظلت تتراكم حتى حدث الانفجار الكبير، كان رصيف مجلس الوزراء شاهدا يوميا على استبداد وفساد نظام مبارك، وكان رجال النظام يظنون أنها هبات فردية، وابتزاز فئات اجتماعية، أحد المنظرين لحكم مبارك قال بعد أيام من ثورة تونس وفرار حاكمها زين العابدين: «الكتلة الحرجة من الشعب المصرى لها ولاء لنظام مبارك، هذه الكتلة تتمثل فى الموظفين والفلاحين، وعليه فمن الصعب تكرار نموذج الثورة التونسية فى مصر»، بعدها بأيام قليلة وقع الزلزال الكبير يوم 25 يناير.
منظرو الإخوان يتحدثون بنفس لغة منظرى نظام مبارك، يعبرون عن ضيقهم من المظاهرات، يظنون أن الكتلة الحرجة تؤيدهم، فهل هذا صحيح؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمو
بؤسا لأمة تأخذ مصادر معرفتها من المدعو سوستة .. !
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الدق
هل الثورى الحقيقى هو من يريدها خراب ودمار وفوضى ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
semsem
سيبك من الإخوان وتعالى نتكلم عن مصر .. يا ناس مصر أهم من أحقادكم
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر رمضان
ايها الكاتب .... ياريت تبطل تجارة ولعب بالالفاظ !
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud alniny
كاذبون ومنافقون والفشل حليفكم
عدد الردود 0
بواسطة:
صقر قريش
سيعلم الاخوان قدرهم وحجمهم قريبا.......الشعب لا يريد الاخوان المسلمين نحن نريد الاخوان الم
عدد الردود 0
بواسطة:
hema
البناء على باطل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية بلا تيار
الصراحة من ...وجهة نظرى
عدد الردود 0
بواسطة:
د. معتز سيف
تنظيم إجرامى لا يعرف أحد شيئا عن أبعاده أو تمويله
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
البناء على الإخوان