كان ياما كان يا سعد يا إكرام ما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام، كان هناك كاتبة رأى تكتب مقالا بشكل أسبوعى منذ أكثر من عام -أى بعد قيام الثورة المصرية- فى صحيفة من أشهر الصحف المصرية، فلم تكن هذه المساحات للكتابة متاحة لهؤلاء الكتاب الشباب المحسوبين بشكل أو بآخر على الثورة المصرية، وكان لله سبحانه وتعالى ثم الثورة المصرية وشهداء هذه الثورة الفضل الحقيقى فى وجود هذه الساحات التى يعبر بها هؤلاء الشباب عن رأيهم، وقد كانت الكاتبة حريصة على الالتزام بكل ما رأته الجريدة من معايير سواء كان فى المساحة المطلوبة وعدد كلمات المقال ووقت تسليم المقال ويسأل عن ذلك مسؤول الصفحة الأول وحتى وإن حالت الظروف دون كتابتها للمقال فى موعده فكانت تقوم بإرسال اعتذار للمسؤول عن الصفحة بوقت كاف يسمح له باستبدال المساحة بكاتب آخر، وهذا لم يحدث طوال فترة كتابتها التى تعدت العام سوى مرتين أو ثلاث على الأكثر، ولم يرسل لها أبدا أى لفت نظر بأنها استخدمت أسلوبا أو عبارات غير لائقة وهذا ما يدل على أنها التزمت فى نقدها وهجومها بمعايير المهنية المطلوبة.
وقد أرسلت الأسبوع الماضى مقالها فى موعده، ويوم نشر المقال المتفق عليه لم تجد المقال فى المساحة المخصصة له ووجدت أن هناك كاتبا ومقالا آخر فى مساحتها الأسبوعية، حاولت عشرات المرات الاتصال بمسؤول الصفحة وإرسال عشرات الرسائل دون أى رد، حاولت البحث عن رقم رئيس التحرير لأول مرة منذ عملها مع الجريدة وحاولت الاتصال به وإرسال رسائل له، ولكن أيضاً لم يعتنوا بالرد عليها سواء مسؤول الصفحة أو رئيس التحرير حتى لحظة كتابة هذه السطور، واضطرت للجوء لأصدقائها فى الجريدة الذين تواصل بعضهم مع مسؤول الصفحة والبعض الآخر مع رئيس التحرير الذين أكدوا صدور قرار من رئيس مجلس الإدارة الجديد بوقف 8 كتاب رأى عن الكتابة منهم صاحبة هذه القصة. مسؤول الصفحة لا يعلم السبب وراء ذلك حسب ما ذكره الأصدقاء، ورئيس التحرير ذكر أسبابا منها ترشيد النفقات وتجديد الدماء.
قد يكون من حق رئيس مجلس الإدارة استبعاد من يشاء ممن لا يتماشى معه فكريا، أو لأى سبب آخر تراه الإدارة، ولكن كان يجب على الجريدة والإدارة أن يتبعوا على الأقل أسلوبا محترما وإرسال خطاب اعتذار للكتاب الذين التزموا معهم طوال هذه الفترة أو حتى الرد على تليفونات الكتاب واستفساراتهم بعد طول انتظار لنشر مقالاتهم التى لم يتوقفوا عن إرسالها للجريدة، كانت تتمنى الكاتبة أن تجد أسلوبا شفافا بل على الأقل أسلوبا إداريا محترما، كانت تتمنى أن تحترم الإنسانية والعلاقات بين البشر قبل أن تحترم علاقات العمل فى كيان واحد، ولكن يبدو أن طبع مجلس الإدارة الجديد يغلب التطبع.
رئيس مجلس إدارة جديد وقديم فى نفس الوقت، فهو رئيس مجلس الإدارة السابق لجريدة الأهرام الناطقة باسم الرئيس المخلوع قبل الثورة ورجل مبارك الأول والداعم لسياساته على طول الخط، رئيس مجلس إدارة يصدر قرارا باعتراف مرؤسيه ثم ينكر هذا القرار بعد تسريب الخبر للإعلام، وبالتالى لم يستطع أحد معرفة باقى الكتاب المستبعدين لأنهم يحاولون أن يتعاملوا وكأن قرارا لم يصدر، ولا أحد يعلم ما هو مصير هذا القرار حتى الآن. ويبدو أن عشوائية الإخوان فى اتخاذ القرارات وإدارة البلاد بهتت على إدارة الصحف بعد أن تولى إدارتها رجال مبارك المخلصون.
رئيس مجلس إدارة يوقف إصدار مجلة شبابية سياسية ناجحة وحققت تقدما على مستوى عالمى فى زمن قياسى وهى مجلة «السياسى» من غير أى سبب واضح ومقنع للرأى العام. كانت هذه المجلة هى حلم ومستقبل الشباب القائم عليها.
فلا نلوم رجال مبارك فى عودتهم يشغلون أعلى المناصب، على قدر ما نلوم إدارة عسكرية ثم إخوانية فاشلة أتت بهم مرة أخرى سواء من خلف قضبان السجن أو قضبان الحياة بعد ثورة قامت ضدهم ونلوم أيضا ثوارا تأرجحت الثورة بين أيديهم سواء لقلة الخبرة أو بسبب الحملات التى وجهت ضدهم لتشويه أعظم إنتاج للشعب المصرى فى سنواته الماضية، وهى الثورة العظيمة مهما شوهها المغرضون والحاقدون.
وعودة إلى حكاية اليوم، وبغض النظر عن مصير قرار مجلس الإدارة، فقد قررت الكاتبة عدم العودة مطلقا للكتابة فى الصحيفة وتشكر الصحيفة على ما منحته لها طوال فترة كتابتها معهم، وتجل وتقدر كل من تعاون معها من القائمين على الجريدة طوال الفترة الماضية وتتمنى لهم مزيدا من النجاح.
وتشكر كل من بادر وتضامن معها وفتح لها منابر أخرى فى جريدته للكتابة، وتتمنى أن تكون دوما عند حسن ظن قرائها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة