فى البداية لابد من إقرار وتأكيد على أن السلطة التى تخشى من مذيع ساخر ولا تتحمل نقده لا تستحق سوى الشفقة والسخرية والتحسر على حال مصر وحالنا معها.
ما حدث وما يحدث مع باسم يوسف أكبر تأكيد يمكن أن تحصله بخصوص غباء الإخوان ومؤسسات دولتهم الرسمية،إن كان فيه مؤسسات أصلاً..
«جرجرة» باسم يوسف إلى النيابة وقاعات المحاكم والتحقيق معه وتهديده بالسجن بتهمة ازدراء الأديان وإهانة الرئيس تأكيد لا يحتاج إلى شىء بعده على أن السادة فى قصر الرئاسة فى الأصل «بياييعن كوسة»، ولم يصلوا بعد إلى تلك المرحلة التعليمية التى يستطيعون خلالها معرفة الفرق بين الألف و«كوز الدرة»..
الإخوانى الذكى – سواء كان الرئيس أو من يحركون الرئيس- الذى قرر ملاحقة الإعلام ووضع باسم يوسف فى دماغه وأطلق عليه عشرات المحامين ببلاغات إن لم تأت بثمارها داخل قاعات المحاكم فهى بالتأكيد ستصنع بعضا من «الدوشة» خاصة فيما يتعلق بازدراء باسم يوسف للأديان وهى تهمة علمتنا خبرة السنين داخل مصر المحروسة أن من يطلقها يهدف أولا إلى تشويه السمعة قبل التفكير فى أمور المحاكم والحبس.. هذا الإخوانى الذى فكر فى خوض تلك المعركة الإعلامية خاصة مع باسم يوسف مقدم البرامج الساخر يستحق جائزة نوبل فى الغباء الإستراتيجى، ليس فقط لأنه يمنح العالم صورة قمعية وقهرية عن نظام وليد يطارد الإعلام والكتاب، ولا لأنه يفتح بابا أكبر لغضب إعلامى على رئيس وجماعة أخطاؤها أكثر من الهم على القلب، ولكن لأن غباءه لم يسعفه لوضع تصور كامل للعبة «جرجرة» باسم يوسف للمحاكم من أجل إخافته، والتصور الكامل الذى لم يدركه الإخوان وهم يحمسون شبابهم على تقديم البلاغات ورفع القضايا ضد المذيع الساخر أن باسم يوسف تخطت حدود شهرته مطار القاهرة وأصبح رجلا يعرفه الإعلام الغربى والأمريكى، وبل وأصبح ضيفا معروفا فى كبرى البرامج الأمريكية على وجه الخصوص كصاحب تجربة إعلامية عربية فريدة، ولأن السيد الإخوانى الذى شجع على تهديد باسم يوسف بالسجن واتهامه بإهانة الرئيس لا قدرة له على قراءة الخريطة السياسية أو أى خريطة أخرى فلم يتصور أن «جرجرة» باسم يوسف للمحكمة بمثل هذه التهم سيضع الدكتور مرسى ومكتب الإرشاد فى مرمى نيران الإعلام الأمريكى بوصفهم طغاة وأصحاب سلطة قمعية ومكممين للأفواه وأعداء لحرية الإعلام وهو ما لا يحتاجه الدكتور مرسى فى الفترة الحالية على الأقل..
الأمر الثانى لم يدرك أهل العقول الساذجة فى مكتب الإرشاد وقصر الرئاسة أن يدخل باسم يوسف ومن معه إلى مكتب النائب العام ليفضحه ويفضح سلطة مرسى وضعفه بمجموعة من التغريدات التى تكشف الأداء المتدنى لمؤسسات الدولة فى زمن الإخوان وأهمها على الإطلاق التغريدة التى قال فيها: (وهما بيملوا أوصافى: نحيل البنى متوسط الطول ثم سألونى: هى عينيك لونها إيه يا باسم؟ الضباط ومحامين مكتب النائب العام عايزين يتصوروا معايا. يمكن ده سبب الاستدعاء؟.. يبحثون الآن عن لاب توب يحتوى على برنامج كودكس لعرض الحلقات.. ومش لاقيين).. وهى الأمور التى تؤكد أن طريقة إدارة الأمور فى عهد محمد مرسى تشبه إلى حد كبير طريقة إدارة أمور عربيات الكبدة وربما أسوأ..
الأمر الثالث والأخير والمرعب والمضحك والمثير للسخرية والمستدعى لكثير من الشفقة على شباب الإخوان وجماعتهم.. أنه فى الأيام التى يتم خلالها محاكمة باسم يوسف وعدد كبير من الإعلاميين بتهمة إهانة الرئيس، ينظم وزير الإعلام الإخوانى لقاءات لتطوير الإعلام مع محمد أبوالعينين أحد رموز الحزب الوطنى الكبار وخالد عبدالله أكثر الشتامين والمتجاوزين على الفضائيات الدينية، وحازم صلاح أبوإسماعيل بطل حصار مدينة الإنتاج الإعلامى وإرهاب الإعلاميين، ومع عاصم عبدالماجد الذى هدد الصحفيين والمذيعين بالملاحقة والضرب والعنف..
هل سمعت بمثل هذه المهازل من قبل؟، هل تعرف الآن كيف يرى الإخوان تطوير الإعلام وأى خلطة يسعون من خلالها لتجديده وتحديد مساره.. وباختصار وطبقا للقاءات السيد الوزير تصبح المعادلة كالآتى: (إخوان + فلول + إرهاب + شتائم وتكفير للمعارضة = خلطة الإعلام الجديدة التى يريدها مكتب الإرشاد!).
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة