كتب هذا اليوم فى تاريخ النضال المصرى بدءا من سنة 2008، عندما دعا عمال المحلة لإضراب عن العمل، نظرا لارتفاع حاد فى الأسعار لم يوازه أى ارتفاع فى الدخل. وتضامن مع هذا الإضراب مجموعة من الشباب، شرفت أن أكون واحدة منهم، وأنشأنا صفحة على الفيس بوك تدعو لهذا الإضراب تحت اسم (6 إبريل.. إضراب عام لشعب مصر). نجح الإضراب وأصبح بداية الشرارة الفعالة ضد نظام حسنى مبارك، ولأول يوم تسقط صورة مبارك على الأرض وتدهسها الأقدام.. اعتقل الشباب وسقط الضحايا والشهداء للحق والحرية.
قرر مجموعة من هؤلاء الشباب أن يكون هذا اليوم وهؤلاء الشباب منهم الذين أعتقلوا والذين شاركوا نواة لحركة سياسية معارضة لهذا النظام وتنحاز للشعب ومطالبه وتسعى لإقساط نظام فاسد بقوة وإرادة الشعب. رحبت بالفكرة كأحد المشاركين والمعتقلين، ولكن شعرت أنه من الصعب أن أكون عضوا فى التنظيم، ولكن من الممكن أن أكون عضوا شرفيا داعما ومساندا.. وظل هذا موقفى من الحركة طوال الأعوام الخمسة الماضية، اختلف معهم أحيانا، ولكنه خلاف صحى، أحاول من خلاله أن أعرض وجهة نظرى لهم يوافقون أو يرفضون.
ولا يستطيع أحد أن ينكر دور هذه الحركة فى الثورة المصرية.. فقد كتب الكاتب العظيم الراحل جلال عامر، أن «6 أكتوبر هو تحرير الأرض، و6 إبريل تحرير الإنسان». وبرغم ما تعرضت له الحركة من تشويه وتدمير متعمد، فكان هذا التشويه بمثابة الشوكة التى قوتهم ولم تضعفهم. وقد استمر هذا التشويه باختلاف السلطات من حكم مبارك إلى الحكم العسكرى، ثم الحكم الإخوانى بعد انقلاب الحركة عليهم.. ولم يستطع أى من هذه الأنظمة أن يثبت بالدليل القاطع أى اتهام وجه لهذه الحركة أو لأعضائها. ولم يكن هناك أى قرار رسمى من المحكمة ضدهم أو أى مستندات تدينهم، فكان التشويه مجرد أداة لإضعاف الخصم، ومحاولة تدميره ليس إلا.
ومن الطبيعى أن تعانى هذه الحركة من نفس الأمراض التى يعانى منها المناخ السياسى المصرى، والعاملون فى هذا المناخ .. فأصيبت الحركة بفيروس الانشقاقات والانقسامات، سواء هذا كان من اندساس بعض العناصر الهدامة داخل الحركة أو من أخطاء تنظيمية وإدارية وسياسية قام بها القائمون على هذه الحركة.. فهم بشر وطبيعى يخطئون أحيانا ويصيبون أحيانا. ولكن ما يحسب لهم أن المؤسسين الحقيقين لهذه الحركة أبطال 6 إبريل 2008، لم ولن يكونوا من ضمن هذه العناصر المنشقة، فظلت 6 إبريل بمنسقها أحمد ماهر الأصل والجذور الحقيقية لشجرة 6 إبريل.
ومن الأخطاء التى انتهجتها الحركة مؤخرا - من وجهة نظرى – هو الإعلان عن دعمهم للمرشح وقتها محمد مرسى.. فقد أصرت الحركة طوال عمرها، ألا تعلن عن دعمها لمرشح أو كيان سياسى، وكنت أفضل أن تستمر فى ذلك، وخصوصا عندما آل بنا الحال لأن نختار بين السيئ والأسوأ. ولسبب آخر أهم.. أن تاريخ الإخوان معروف للجميع من رفضها المشاركة فى إضراب 6 إبريل، و25 يناير، واتفاقاتهم السرية مع النظام المخلوع سواء كان لكراس فى البرلمان، أو لمعارضة مصطنعة، ولكن هذا لا يجعلهم يتحملون هم وحدهم دون غيرهم فوز الإخوان، فهناك العديد من الشخصيات العامة ومختلف التيارات التى دعمتهم بكل أسف، بما عرف بمؤتمر الفيرمونت. وأيضا يتحمل ذلك المرشحون المحسوبون على الثورة الذين أصروا جميعهم على الترشح للانتخابات ليفتتوا الكتلة التصويتية الثورية، ويفرضوا علينا بكل أسف أن نختار بين الإخوان والنظام الذى قامت ثورة ضده.
أرادت 6 إبريل أن تعطى هذا النظام فرصة لعله يصون الثورة، ويحافظ على مبادئها ويحقق أهدافها، والكثيرون انتظروا لعل وعسى يخيب الإخوان ظننا فيهم، حينما قررنا نحن «مجموعة مبطلون» ألا نصوت لهم .. جلست 6 إبريل وجلسنا نحن الشباب والقوى السياسية المختلفة، ومرشحو الرئاسة السابقون ولكن أبى الإخوان إلا أن يخيبوا ظننا فيهم وسلكوا كل الطرق، وانتهجوا كل السياسات لكى يثبتوا لأنصارهم من القوى الأخرى والذين وقفوا على الحياد، أنهم أبشع وأبغض من النظام السابق، ووصل بهم الفجر أنهم قتلوا من صوتوا لهم من الشباب الثائر الحسينى وجيكا وغيرهما.
وقد استردت الحركة وعيها ونظموا أنفسهم مرة أخرى لاستعادة دورهم الطبيعى من الإنحياز إلى الشعب ومعارضة نظام فاشى ديكتاتورى، وأعلنت 6 إبريل 2013 يوم الغضب فى وجه هذا النظام،١ وهتفوا فى كل المسيرات (الشعب يريد إسقاط النظام).. نظام مرسى والإخوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة