مشكورا كتب الأستاذ عصام سلطان المحامى ونائب رئيس حزب الوسط تعليقا على صفحته بالفيس بوك يرد على ما كتبته أول أمس بعنوان «العوا يساعد مرسى ويدافع عن شفيق... أين عصام سلطان؟» وقال تحت عنوان «أنا فى خدمتك» موجها حديثه إلى:
الأستاذ وائل السمرى صحفى محترم بـ«اليوم السابع» لا يملك إلا قلمه «بعكس أحد المراهقين الذى يستخدم الطوب وهو فى الخمسين من عمره» وقد كتب مقالا بعنوان «العوا يساعد مرسى ويدافع عن شفيق.. أين عصام سلطان؟ «خلص فيه إلى أن الدكتور العوا يدافع عن شفيق فى قضية أرض الطيارين التى سبق أن قدمت أنا فيها أصل البلاغ، وأن قاضى التحقيق الذى حققها يعمل مساعدا لوزير العدل، وأنه جمع بين الصفتين «القاضى ومساعد الوزير» «الخصم والحكم» بشكل عمدى ومقصود من حكومة مرسى الإخوانية، لإفساد القضية، وتبرئة شفيق، وأن هذا عبث، وأن ما حدث فى الكاتدرائية ليس إلا نتاج هذا العبث! وببساطة ياوائل بك، أنه توجد قضيتان ضد شفيق: قضية أرض الطيارين التى أبلغت أنا عنها، فى مايو الماضى أثناء حكم المجلس العسكرى وليس الإخوان، وحقق هذه القضية المستشار أسامة الصعيدى «الذى لازال قاضيا ولم يعين مساعدا لوزير العدل ولا يحزنون» وأحالها للجنايات ولازالت متداولة حتى الآن لم يحكم فيها، والدكتور العوا ليس محاميا لأى متهم فيها على الإطلاق!! والقضية الثانية لست طرفا فيها وليس لى بها أى علم إلا من خلال المتابعة الإعلامية فقط وقرأت حكم البراءة مثلك تماما، إلا أن خيالى لم يصل إلى خيالك الذى وصل إلى أحداث الكاتدرائية بسرعة الصاروخ! تحياتى لك ولليوم السابع، وسل عنى تجدنى فى خدمتك دائما.
انتهى تعليق الأستاذ عصام، وقد نشرت «نصه» تقديسا للأصول المهنية وإيمانا بأن الرد «حق» وأنى وإن كنت أحييه على رده السريع على ما جاء بالمقال، وإن كنت أشكره أيضا على توضيحه المهم وإزالة اللبس بين القضيتين فإنى ألوم عليه ترك الموضوع الأصلى والرد على نقطة جزئية فى المقال، وقد وقع الأستاذ عصام فى مغالطات عديدة أهمها أنى لم أجزم بأن هناك تعمدا فى «إفساد القضية» كما ادعى، وما قلته «نصا» هو «إننا أمام حالين لا ثالث لهما، الأول أن يكون الإفساد مقصودا وتلك مصيبة والثانى أن يكون الإفساد عفويا وتلك كارثة» وشتان ما بين المعنيين، ثانيا لا أعرف كيف يأخذ الأستاذ عصام فكرة الربط بين ما يحدث فى الكاتدرائية وما جسدته تلك الواقعة من استهانة بـدولة القانون» وما حدث فى محاكمة شفيق التى ضربت فكرة «القانون» فى مقتل باعتبارها «خيالا» وهنا أتوجه إليه بالسؤال: ألا تعتبر دولة القانون منظومة متكاملة يكفى الخلل بأحد أطرافها ليضرب السوس فيها وتنهار تماما منذرة بالكوارث؟ ألم تفسد الدولة أيام الحزب الوطنى بسبب «تكويش» هذا الحزب على كل المناصب واستغلال أفراده لنفوذهم من أجل مصالحهم؟ بأن يكون المحامى الذى يدافع عن المتهم هو من يسن القوانين التى يحاكم بها المتهم؟ كما كان يحدث قديما على يد السيدة آمال عثمان رئيسة اللجنة التشريعية فى برلمان الحزب الوطنى والسيد المستشار محمود الخضيرى فى برلمان الإخوان والسيد محمد سليم العوا رئيس اللجنة القانونية والتشريعية فى لجنة الحوار الوطنى ومستشار الرئيس المقرب الآن؟ ثم قل لى يا أستاذ عصام، كيف لك أن تتغاضى عن أن الدكتور «العوا» دافع عن قضية الفساد المتهم فيها شفيق، ولو فعلها غيره من خصومك السياسيين لألهبته نقدا وتجريحا، وكيف تريدنا أن نقتنع بوطنيتك وحفاظك على مبادئ الثورة وأنت تخشى قول الحق أمام «أستاذك» فى حين أن حزبك ممثلا فى ممثل الحزب بمجلس الشورى «طارق الملط» لم يتورع عن مقاضاة الفقيه الدستورى إبراهيم درويش بسبب دفاعه عن «شفيق» بينما أنت تخشى أن تقول لأستاذك «عيب» أن تدافع عن القضية المتهم فيها «زعيم الفلول» وأنت المقرب من رئيس الجمهورية والمتحدث باسمه «قانونا» فى أوقات الأزمات.قال لى الأستاذ عصام فى رده أنا فى خدمتك سل عنى تجدنى فى خدمتك دائما، وهذا عرض ما كان لى أن أفوّته وبهذه المناسبة أريد أن أسأله: لماذا يكون الفساد «كخة» حينما يكون على يد الفلول، ولا يكون نفس «الكخة» حينما يحدث على يد الأساتذة والأصدقاء؟ ولماذا لمت سابقا على المستشار أحمد الزند أنه عين ابنه فى النيابة «بالواسطة» بينما تغاضيت عن أن عائلة المستشار أحمد مكى وزير العدل الذى تناصره وتتغنى بنزاهته تنتشر فى ربوع النيابة والقضاء بنفس «الواسطة» وقل لى أيضا وأنت تنصب نفسك متحدثا باسم النقاء الثورى كيف لك أن تتغافل عن هذا التمجيد «الأعمى» فى مبارك وعائلته على يد أستاذك وأنت تدعى أنك تحارب الفلول ومن يناصرهم، ألم تقرأ ما قاله أستاذك فى دفاعه عن المتهمين بالفساد فى وزارة الطيران من أن الأموال التى خرجت من الوزارة لجمعية سوزان مبارك كانت للنفع العام وأن حديقة سوزان مبارك «مشروع عملاق يخدم المجتمع فى كافة جوانبه» وأن أستاذك مبررا بذلك استغلال موارد الدولة لتمجيد شخص الحاكم وعائلته المالكة؟
هذا كلام أستاذك يا أستاذ عصام وأستاذك هذا يشغل كان يريد أن يصبح رئيس جمهورية الثورة ثم أصبح ضمن الفريق الرئاسى لمحمد مرسى ثم أصبح مستشاره المقرب ورئيس اللجنة القانونية بلجنة الحوار الوطنى، ورئيس الجمهورية هذا تناصره وتؤيده وتدعمه أنت وحزبك، زاعما أن دعمه واجب من أجل تحقيق مطالب الثورة، والقضاء عن فساد النظام السابق بينما يقف على مرأى منك ومسمع أحد أقرب المقربين لمرسى ليدافع عن سياسات الفساد متضامنا مع رجاله، وهنا أريد أن أذكرك أن من أهم مطالب الثورة هو سيادة دولة القانون والقضاء على فساد النظام القديم وخلاف هذا لا يؤدى إلا إلى مزيد من العبث، ويحزننى فى هذا المقام أن يغيب عنك أن وقوف العوا أمام القضاء ليدافع عن «شفيق» يحمل شبهة استغلال النفوذ ومن أجل من؟ من أجل زعيم «الفلول»، كما يحمل شبه تعارض المصالح مدمرا دولة القانون والمساواة فاتحا الباب للفتن السياسية «كفتنة شفيق هذه» والفتن الطائفية «كفتنة الكاتدرائية» فأرجوك -إن كنت تريد خدمتى حقا- أن تخدم نفسك بتنزيهها عن الازدواجية والفصام وأن تخدم وطنك بأن تضع الحق -وحده- صديقك ومعلمك، وأن تقول «الحق» ولو كان على غير هوى أقرب الناس إليك، وأخيرا أرجو منك إذا ما نويت أن ترد على هذا المقال ألا تلجأ لألاعيب المحاماة وألا تنتقى ما ترد عليه فى هذا المقال دون سواه، والشكر موصول على التحضر فى الحوار.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة