سعيد الشحات

فيديوهات الفتنة الطائفية فى الشورى

الأحد، 14 أبريل 2013 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرضت وزارة الداخلية مقطعا لفيديو عن أحداث الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى اجتماع لجنة الأمن القومى بمجلس الشورى يوم الخميس الماضى، فالتهب الموقف وانقسم النواب الحاضرون، ظهر فى الفيديو شخص يعتلى سطح الكاتدرائية حاملا سلاحا آليا، فعلق النائب عبد الرحمن متولى نائب حزب «الحرية والعدالة»: «هو بيصلى بالآلى!».
تعليق النائب «متولى» لم يعجب النائب جميل حليم ممثل الكنيسة الإنجيلية فرد غاضبا: «إزاى تقول كده يعنى إيه بيصلى بالآلى»، امتد الغضب إلى باقى النواب الأقباط، عبروا عن استيائهم من سير الجلسة التى توقفت أكثر من مرة عند عرض الفيديو، الذى سار على خط اتهام الداخلية لشباب الأقباط بأنهم وراء أحداث العنف فى محيط الكاتدرائية، فى المقابل رفضت لجنة الأمن القومى عرض فيديو آخر يحمله النائب القبطى نبيل عزمى يبرئ شباب الأقباط من الحادث.
يكفيك أن تشهد مناقشة من هذا النوع، لتعرف كم نحن أمام كارثة كبرى، ليس فقط فيما حدث من عنف واعتداءات على الكاتدرائية، وإنما لأنك أمام نقاش لا يختلف فى رسالته عن الذين ساهموا فى تفجير الأحداث وشاركوا فيها، نقاش يدور فى مجلس تم انتخاب بعض نوابه بـ%6 من الناخبين، وعين الرئيس آخرين.
كان هدف الرئيس السادات من نشأة مجلس الشورى أن يضم حكماء ليضعوا خبرتهم الكبيرة فى حل المشاكل الكبرى، أضاف الرئيس مرسى عبر دستوره صلاحيات أخرى له، لكن المجلس مازال خافتا، باردا، باهتا، فلا الشعب يشعر بحرارته كمجلس تشريعى ورقابى، ولا هو يلعب دور الحكمة، تتأكد من ذلك حين تكون هناك قضية كبرى يناقشها نوابه، حين يكون خطر الفتنة الطائفية هو موضع النقاش تحت قبته كما حدث يوم الخميس الماضى فى لجنة الأمن القومى.
كانت المناقشات بمثابة حرب أخرى، مكملة لحرب الرصاص والخرطوش والحجارة، كانت مباراة فى تحميل المسؤولية، فى البحث عن كبش فداء، أمامك نائب من حزب الحرية والعدالة يتندر، ونائب قبطى يغضب، وأجهزة الداخلية تتهم الأقباط، ونائب قبطى لديه شريطا يتهم الداخلية والبلطجية، وفى كل هذه الحالات أنت أمام صراخ يسعى من يطلقه إلى غسل يديه، دون أن يعطيك ملمحا بأنه أيضا يتحمل جزءا من المسؤولية.
حكى قصة الأحداث من أولها إلى آخرها فعل تقوم به النيابة، تقوم به الشرطة، لكن تصدى مجلس الشورى بالمستوى الذى حدث هو قمة العبث، فضحت المناقشات المجلس بتركيبته السياسية السيئة حاليا، يكفيك أن تشاهد أو تقرأ مناقشات اجتماع لجنة الأمن القومى لتتأكد أن الطائفية كانت هى الحاضرة، من الممكن أن يكون أقباط ساهموا فى تأجيج الأحداث وصنعها، ومن الممكن أن يكون مسلمون هم الذى فعلوا ذلك، لكن دور مجلس الشورى أكبر من مجرد الجلوس لمشاهدة فيديو وسماع تعليق: «بيصلى بالآلى» الذى قاله نائب مسلم، فيرد عليه نائب مسيحى: «إزاى بتقول كده يعنى إيه «بيصلى بالآلى!»، ساهم الاثنان ومن معهما من نواب مسلمين ومسيحيين فى إعطاء بعض الزاد للطائفية، يكفى لمتعصب مسلم أن يلتقط عبارة «بيصلى بالآلى» ويحولها إلى مادة للسخرية، ويكفى لمتعصب مسيحى أن يلتقط ما ذكره النائب ممدوح رمزى لمساعد وزير الداخلية الذى كان يعرض الشريط: «بلاش استخفاف بعقولنا انت بتسمع كلام عصام الحداد».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة