أنا آسف مضطر أوجعك شوية.. أو بمعنى أصح مضطر أن أفضح رجولتك ورجولة كل «سبع» يتحول فجأة إلى خيال مآتة و«فرخة» وهو يشاهد حادثة تحرش تطول بنت من بنات مصر فى الشوارع..
أنا آسف مضطر أوجعك شوية.. أو بمعنى أصح مضطر لتقطيع الأوتار التى تعزفون عليها نغمة جدعنة الشعب المصرى لأن مايحدث لبنات ونساء مصر فى الشوارع يوميا يؤكد أن فكرة «الجدعنة» أصبحت أسطورة نادرة مثلها مثل الغول والعنقاء والخل الوفى..
القصة قصة بنت مصرية، طبيبة، متعلمة، والمكان فى الشارع المقابل لمنزلها، والزمان فى عز الضهر.. ندى حسن تروى التفاصيل فى السطور القادمة ولا أريد منك شيئا سوى أن تبدأ استشعار الخجل مبكرا قبل أن تصل إلى السطر الأخير وتدرك أن الآلاف من البنات والشباب يفقدون يوميا إيمانهم بهذا الوطن بسبب الضعف والنخوة.. ضعفك وضعف السلطة وضياع نخوتك ونخوة أهل السلطة.
تقول ندى: على بعد كام متر من بيتنا شاب طول بعرض كان راكب عجلة وأنا ماشية فى الشارع عادى، لقيته وبدون أى وجه حق شدنى من دراعى، ومن غير ما أفكر لفيت وجريت ضربت العجلة برجلى، فوقع هوه بالعجلة واتخبطت دماغه فى الرصيف اتفتحت.
المشهد ده كان شاهد عليه رجلين «لو ينفع اقول عليهم رجالة أصلاً» وأمن السفارة، اتلموا الناس فى الشارع وابتديت اسمع كلام من نوعيه حرام عليكى يا ظالمه، هوه انتوا عشان فوق تدوسوا على الغلابة، حاولت أفهمهم إن الحيوان ده اتحرش بيا، ولا أحد يسمع، وبدأ أمن السفارة اللى كان بيتفرج على المنظر يكدب ويقول إنه ملمسنيش، المهم شفت صديق والدى وهو صاحب العمارة اللى أنا ساكنة فيها وبلغنى إنه هيتصرف لأن فيه صديق مشترك بينه وبين بابا لواء شرطة، المهم رحت القسم والظابط قاعد بكل عنجهية وبيسال الولد الأول حصل ايه؟، قلت له يا فندم أنا الشخص المضرور.
قال لى: فين الأضرار دى إنتى شكلك كويس؟ وسألنى بسخرية هو بقى عملك إيه؟ قلت له: شدنى من إيدى!!.. قال لى: إيدك؟!، لو إيدك فعلا تبقى بسيطة يعنى، قلت له: نعم مش إنت اللى تحدد بسيطة ولا لأ، قال لى: اتكلمى بأدب وشتمنى، «الناس اتدخلت بمنتهى الوقاحة كشهود إنى أنا اللى تجنيت على الولد وإنه معملش حاجة».. لحد ما دخل صديق بابايا لواء الشرطة، طبعاً الظابط وقف ساكت وقال له: إنت عارف يا سعادة الباشا ياما بتعدى علينا أشكال، اللواء رد: يعنى إنت خلاص مبقتش عارف تميز دى دكتورة يا بنى آدم.. الظابط شاور للمخبرين فابتدوا يضربوا الولد، فتدخلت أنا وقلت: لا أنا مش عايزاه ينضرب أنا عايزة حقى من الظابط، واديتهم موشح حسبى الله ونعم الوكيل فيكم، وإنهم ناس مش شايفة شغلها، وقلت للضابط: لازم تدافع لأن أنت شخصياً وعساكر القسم ده بيعاكسوا البنات رايح جاى، طبعاً اتقطع وعملوا محضر تحرش للولد.
الدروس المستفادة: (من غير واسطة كان زمانى اتحبست فعليا، بلدنا مش بتاعتنا ومش لازم أى بنت تعتمد على إن بقى فيه رجالة فى البلد دى تحمى، اللى هيحافظ علينا فى الشارع هوه إحنا.. ونقرأ يا نخوة عليك الفاتحة.. وربنا معانا بجد).
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة