منذ أن أعلن باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج» أن حلقته التى ستذاع الجمعة المقبلة هى الحلقة الأخيرة وبعدها سيحصل على إجازة هو وفريق العمل لمدة قد تصل إلى 3 أسابيع، وعلى الرغم من أن قرار الإجازة تأجل أكثر من مرة وكان من المفترض أن يقوم بها باسم من أغسطس الماضى ولكن ظروف البرنامج والإعداد له جعلته لا يتمكن من ذلك، فإن الخبر لم يمر مرور الكرام، حيث أثار الكثير من الجدل والتكهنات، وذهبت أكثر الآراء فى هذا الصدد إلى أن ضغوطا سياسية مورست على مالك مجموعة قنوات الـ c.b.c محمد الأمين، هدفها إيقاف هذا البرنامج الذى بات يمثل صداعا فى رأس النظام الحاكم، خصوصا فى ظل سخرية باسم المتواصلة من جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة ورئيسهم محمد مرسى، وأعتقد أن تلك التكهنات أقرب إلى الحقيقة فكلمة الإجازة صارت مخرجاً للكثير من الأزمات والمشاكل.
وفى تقديرى أن الحلقة التى عرضت فى الأسبوع الماضى والتى حملت مجهوداً كبيراً على مستوى الإعداد، كانت من أكثر الحلقات التى قدمها باسم شدة فى الانتقاد الموجه لرموز النظام، وأيضا للكيفية التى يرى بها الإخوان المسلمون أنفسهم على أنهم بشر غير كل الناس وكأن الله خلقهم من طينة أخرى، إضافة إلى اعتقادهم الغريب أن الإسلام بدونهم سيضيع ولن يكون هناك دين اسمه الإسلام من دون «حامين الحما» من الجماعة، وفى ظنى أن باسم بهذه الحلقة كان كمن يودع جمهوره ويقول كلمته الأخيرة، وقد يكون إعلانه عن حصوله وفريق عمله على إجازة قد جاء باتفاق بينه وبين إدارة القناة والتى صار موقفها شديد الصعوبة والحرج، فى ظل الضغوط والتهديد الذى يتعرض له الإعلام الخاص، فالقناة من جانبها تتمنى استمرار عرض البرنامج لما يحققه لها من شهرة واسعة وقدرة عالية على جذب الإعلانات، ويكفى التفاف الناس فى كافة محافظات مصر حول البرنامج، حيث صار موعد إذاعة البرنامج من المواعيد التى يحرص عليها المصريون فى البيوت وعلى المقاهى، أما باسم نفسه فقد أصبح يدرك جيداً أن برنامجه يضع القناة فى موقف صعب، حيث باتت القناة مهددة، ليس القناة فقط بل أيضاً صاحبها حيث من المحتمل أن يتم الزج باسمه فى قضية ما يدخل بسببها فى دوامة الحبس الاحتياطى التى يستخدمها النظام فى مطاردة أعدائه السياسيين بمساعدة النائب العام الذى عينه مرسى بالمخالفة للقواعد الدستورية والقانونية الراسخة.
فهل فعلا قامت الجماعة بممارسة ضغوط وتهديدات على محطة «c b c» وإدارتها لإيقاف البرنامج، أم أن باسم يوسف قد استشعر الحرج وأعلن أنه فى إجازة مؤقتة حتى يجنب المحطة وصاحبها الدخول فى دائرة المشاكل، أم أن المسألة لا تعدو إجازة طبيعية قرر فريق البرنامج القيام بها لفترة معينة؟.. الأيام القادمة كفيلة أن توضح الصورة..ويبدو أن الإسلاميين والمتأسلمين منهم سيكونون هم الأكثر سعادة بغياب باسم عن الشاشة، ولكنهم للأسف واهمون، لأن باسم سيأتيكم من حيث تترفعون عن أن تتداخلوا معهم على طريقة رئيسكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة