قبل هوجة 25 يناير كنت أقول دائما إن حياة الرئيس المخلوع مبارك لاتصلح أن تكون فيلما سينمائيا، والسبب أن سيناريو حياته لم يكن به أى دراما حقيقية.. فحياته هادئة، وربما تصل إلى حد الملل، لأنها تسير على وتيرة واحدة فالرجل دخل الكلية العسكرية وأصبح طيارا وحارب الحروب الثلاثة الأخيرة لمصر مع العدو الصهيونى، وآخرها حرب أكتوبر 1973، ثم اختير نائبا للرئيس الجمهورية الرئيس الراحل أنور السادات، ثم رئيسا لمصر لمدة 30 عاما وهى فترة الجمود لكل شىء فى مصر، جمود فى قصر الرئاسة، وفى الشارع المصرى، ولكن ومنذ 11 فبراير وتنحى مبارك عن حكم مصر، تغيرت وجهة نظرى، والسبب أن كل يوم منذ 25 يناير وحتى الآن يصلح فيلما سينمائيا مأساويا بعنوان «نكبة آل مبارك» فمبارك الذى كان يعيش مثل ملوك ألف ليلة وليلة، ثم ينهار كل شىء بسبب عناده، وتسلط زوجته، وأحلام ابنه بأن يرث الأرض وماعليها، كل هذه المشاهد يمكن أن تكون فيلما سينمائيا.. ينتهى بسجن مبارك.
وإذا كان مبارك وأسرته، هم أبطال هذه المأساة، فإن مرسى وجماعته لن يكونوا سوى كومبارس فى هذا الفيلم، لأنهم بعد أن ورثوا حكم مصر من آل مبارك، تحولت مصر فى عهدهم إلى كومبارس فى كل القضايا، وظهر أبطال جدد فى الساحة العربية، ولم يعد لمصر كلمة على أى دولة، وفقدنا نفوذنا فى كل الملفات، وهو ماسيجعل أى مؤلف للفيلم، يبدأ ببيان نائب رئيس الجمهورية الراحل اللواء عمر سليمان، والذى خلع بموجبه مبارك من على عرش مصر، ويتخلله مأساة مبارك وأسرته فى سجون مصر، هذا السيناريو لو تم تصويره فى فيلم، سيكون فيلم الموسم بلا منازع، لأنه سيحكى مأساة مصر كلها فى عامين فقط، خاصة مع حكم الإخوان الفاشل، ورئيسهم مرسى الذى لن يكون سوى كومبارس فى هذا الفيلم، لأنه لم يقدم شيئا لمصر، يمكن ذكره فى سيناريو فيلم «نكبة آل مبارك».